قوات النظام تتقدم في الغوطة الشرقية وجهد دولي لوقف اراقة الدماء

فرانس برس

عبق_نيوز| سوريا / الأمم المتحدة / الغوطة الشرقية | ضيّق الجيش السوري الاثنين الخناق على ما تبقى من بلدات تحت سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية قرب دمشق، في وقت طرحت فيه واشنطن مشروع قرار جديدا في مجلس الامن يطالب بوقف فوري لاطلاق النار لمدة شهر في سوريا.

وطلبت فرنسا من روسيا الضغط على دمشق لـ”وقف إراقة الدماء” في الغوطة الشرقية حيث يعيش 400 ألف شخص تحت حصار محكم منذ العام 2013.

على جبهة أخرى في سوريا التي يدخل النزاع فيها الخميس عامه الثامن، فرّ مئات المدنيين من مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية خشية هجوم أو حصار وشيكين بعدما باتت القوات التركية على مشارفها.

وبعد انتصارات ميدانية في مناطق عدة من البلاد، صبت قوات النظام كامل تركيزها على الغوطة الشرقية لتبدأ في 18 فبراير حملة جوية عنيفة ترافقت لاحقاً مع هجوم بري تمكنت بموجبه من السيطرة على نحو 60 في المئة من هذه المنطقة.

وتسعى قوات النظام حالياً، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، للسيطرة على حرستا وعربين حيث تركزت الغارات الجوية الاثنين.

ووثق المرصد الإثنين مقتل 12 مدنياً جراء القصف على حرستا وعربين وزملكا. وارتفعت بذلك حصيلة القتلى جراء الهجوم منذ أكثر من ثلاثة أسابيع إلى 1170 مدنياً، بينهم أكثر من 240 طفلاً، كما أدى الى إصابة أكثر من 4400 بجروح.

وتمكنت قوات النظام قبل يومين من تقسيم الغوطة الشرقية إلى ثلاثة أجزاء: دوما ومحيطها شمالاً تحت سيطرة “جيش الإسلام”، حرستا غرباً حيث تتواجد حركة أحرار الشام، وبقية المدن والبلدات جنوباً ويسيطر عليها فصيل “فيلق الرحمن” مع تواجد محدود لهيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً).

في مدينة دوما، كبرى مدن المنطقة، أفاد مراسل فرانس برس عن هدوء استغله المدنيون ليخرجوا من الأقبية ويتفقدوا منازلهم ويحضروا منها بعض الحاجيات.

— ألف حالة طبية —

وردت الفصائل المعارضة الاثنين باستهداف مدينة دمشق بالقذائف، ما تسبب الاثنين بمقتل مدنيين اثنين وفق الاعلام الرسمي. وخلال ثلاثة أسابيع، وثق المرصد السوري مقتل نحو 40 مدنياً جراء قصف الفصائل لدمشق وضواحيها.

وزاد التصعيد من معاناة المدنيين المحاصرين في الغوطة الشرقية، والتي لم يدخل إليها خلال فترة الهجوم سوى قافلة مساعدات واحدة على دفعتين.

وأعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في سوريا الاثنين الحاجة العاجلة لاجلاء ألف حالة طبية معظمهم من النساء والأطفال من الغوطة الشرقية. ومن بين تلك الحالات 77 حالة تعد “أولوية”.

وحض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على ايصال المساعدات الانسانية فورا الى الغوطة الشرقية واجلاء حالات طبية.

وبعد تمكن قوات النظام من تقسيم الغوطة الشرقية، يقود وسطاء مفاوضات منفصلة بين طرفي النزاع للتوصل الى اتفاقات تقضي باخراج الراغبين أو إرساء مصالحات.

وفي دوما، تدور المفاوضات أساساً حول اتفاق مصالحة يقضي ببقاء جيش الإسلام فيها، فيما تتعلق مفاوضات حرستا وبلدات الجنوب من حمورية وسقبا وجسرين وكفربطنا بعمليات إجلاء للراغبين من مدنيين ومقاتلين، وفق المرصد.

وخلال سنوات النزاع، شهدت مناطق سورية عدة بينها مدن وبلدات قرب دمشق عمليات إجلاء لآلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين بموجب اتفاقات مع القوات الحكومية وإثر حملات عسكرية عنيفة.

— 350 ألف قتيل —

وفشلت حتى الآن جهود دولية عدة لفرض وقف لاطلاق النار في الغوطة الشرقية خصوصاً وسوريا بشكل عام. كما فشلت في التوصل إلى حل سياسي ينهي النزاع. ووثق المرصد السوري مقتل 353,935 شخصاً، بينهم 106 آلاف مدني، في سوريا منذ بدء النزاع في 15 مارس العام 2011.

وتبنى مجلس الأمن الدولي قبل اسبوعين قراراً يطلب وقفاً لاطلاق النار في سوريا لمدة 30 يوماً “من دون تأخير”، إلا أنه لم يطبق بل رعت روسيا هدنة مؤقتة في الغوطة الشرقية منذ نحو أسبوعين تسري يومياً لخمس ساعات فقط.

وخلال جلسة لمجلس الأمن الاثنين، اعتبرت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة نيكي هايلي أن قرار وقف اطلاق النار “فشل” أمام تصعيد الحكومة السورية بدعم من روسيا هجومها على الغوطة الشرقية.

واضافت “لقد قمنا بصياغة مشروع قرار جديدا لا يسمح باي التفاف” عليه، لكنها لم تحدد متى سيعرض على مجلس الامن للتصويت عليه.

وحملت الدول الغربية روسيا مسؤولية عدم تطبيق وقف اطلاق النار. وندد سفير موسكو فاسيلي نيبينزيا بـ”المآخذ التي لا تنتهي ضد روسيا”.

واعتبر السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر في كلمته ان “بامكان روسيا وقف اراقة الدماء”. وقال “نعلم أن روسيا (…) قادرة على إقناع النظام عبر ممارسة كل الضغوط اللازمة بوقف هذا الهجوم البري والجوي” على الغوطة الشرقية. وبعد ظهر الاثنين عقد مجلس الامن جلسة اخرى غير رسمية هذه المرة حول سوريا شارك فيها ممثلون عن المعارضة السورية.

ودعا العضو في هيئة التفاوض المنبثقة من المعارضة السورية هادي البحرة مجلس الامن الى فرض هدنة فعلية من خلال قرارات ثنائية تشمل مثلا فرض عقوبات او تشكيل محكمة جنائية دولية بقرار من الجمعية العامة للامم المتحدة اذا ما واصلت روسيا عرقلة عمل مجلس الامن بواسطة حق الفيتو.

وشدد البحرة على مسامع اعضاء مجلس الامن على وجوب ان تسعى القوى القادرة على ذلك الى “التهديد بعمل عسكري” او بشن عمل عسكري محدود النطاق ضد النظام السوري وان لا يكون التهديد بمثل هذا التدخل محصورا بحالة استخدام النظام السلاح الكيميائي.

— نزوح جماعي —

وفي شمال سوريا، افاد المرصد عن “حركة نزوح جماعي” من مدينة عفرين، مشيراً إلى وصول أكثر من ألفي مدني الاثنين إلى بلدة نبل الواقعة تحت سيطرة مسلحين موالين للنظام.

ونقل مصور متعاون مع فرانس برس مشاهدته عشرات السيارات والحافلات محملة بمدنيين وحاجياتهم، وهم ينتظرون سماح المقاتلين الأكراد لهم بمغادرة المنطقة عبر معبر الزيارة جنوباً والذي تسلمه الجيش السوري الإثنين.

ولعفرين حالياً منفذ وحيد يربطها بمدينة حلب ويمر ببلدتي نبل والزهراء. وتشن تركيا وفصائل سورية موالية لها منذ 20 يناير هجوماً واسعاً ضد منطقة عفرين، تقول إنها تستهدف المقاتلين الأكراد. ووصلت السبت إلى مشارف مدينة عفرين.

المصدر / فرانس برس العربية .

قوات النظام تتقدم في الغوطة الشرقية وجهد دولي لوقف اراقة الدماء

Comments are closed.

نحن لا نقوم بجمع بياناتك ولا نقوم ببيعها، نحن فقط نستخدم بعض الكوكيز التي قد تساعدنا في تطوير الموقع او تساعدك فيي الحصول على الصفحات بشكل أفضل موافق/ة إقرأ المزيد