عبق نيوز| روسيا/ قرغيزستان | وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى قرغيزستان الخميس، في أول زيارة يجريها إلى الخارج منذ أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه في مارس.
بوتين مطلوب من المحكمة على خلفية تهجير أطفال أوكرانيين. ويوجب الحكم على الدول الأعضاء في المحكمة والتي لا تشمل قرغيزستان توقيفه في حال دخوله أراضيها.
وذكرت وكالات “تاس” و”إنترفاكس” و”ريا نوفوستي” الإخبارية الروسية في وقت مبكر الخميس بأن بوتين وصل إلى قرغيزستان.
ومن المقرر أن يلتقي نظيره القرغيزستاني صدير جاباروف ويشارك في قمة رابطة الدول المستقلة مع حليفه البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو وغيره من القادة الإقليميين.
ونادرا ما غادر الرئيس الروسي بلاده منذ أطلق الهجوم العسكري على أوكرانيا في فبراير 2022.
واكتفى هذا العام بالسفر إلى مناطق تحتلها روسيا في أوكرانيا فيما كانت بيلاروس وقرغيزستان وجهتيه الأخيرتين في ديسمبر، مقارنة مع جدول أعماله الدولي المكتظ في مرحلة سابقة من حكمه.
ويخطط حاليا لزيارة كوريا الشمالية ومن ثم الصين.
وشبّهت موسكو احتمال توقيف بوتين في الخارج بالعمل الحربي ووصفت المذكرة بأنها “غير قانونية”.
لكنها عمليا، اتّخذت إجراءات احترازية. ففي اغسطس، أوفدت روسيا وزير الخارجية سيرغي لافروف إلى قمة بريكس في جنوب إفريقيا العضو في المحكمة الجنائية الدولية بدلا من بوتين.
– “مسرحية سياسية” –
وبينما حوّل الهجوم الشامل على أوكرانيا بوتين إلى شخصية غير مرغوب فيها في الغرب، أغلق قرار المحكمة الجنائية الدولية نظريا باب جزء كبير من دول العالم في وجهه.
وصادقت 123 دولة على نظام روما الأساسي، المعاهدة التي توجب على الدول الأعضاء الالتزام بقرارات المحكمة الجنائية الدولية.
وأربك الحكم جنوب إفريقيا قانونيا عندما استضافت قمة بريكس التي دُعي إليها بوتين.
وفي قرار في اللحظة الأخيرة، أوفدت موسكو وزير خارجيتها عوضا عن بوتين.
وقال بوتين هذا الشهر في تعليقه على تغيّبه عن قمة جوهانسبرغ “لما علي التسبب ببعض المشاكل لأصدقائنا خلال مناسبة؟ إذا قدمت، فستبدأ مسرحية سياسية”.
وبوتين مطلوب إلى جانب المفوضة الروسية لشؤون الطفولة ماريا لفوفا- بيلوفا بتهم ارتكاب جرائم حرب على خلفية التهجير غير القانوني لآلاف الأطفال الأوكرانيين إلى روسيا.
ورفضت موسكو الاتهامات.
– تغيّب رئيس الوزراء الأرميني –
تأتي الزيارة في ظل انقسامات في صفوف الدول الحليفة لروسيا.
سيتغيّب رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشنيان عن القمة التي يحضرها بوتين، وفق ما أعلنت قرغيزستان قبل يومين على الحدث.
انتقد باشينيان موسكو لعدم تدخلها عندما أطلقت أذربيجان هجوما ناجحا لاستعادة إقليم ناغورني قره باغ الانفصالي الشهر الماضي.
وجاء قرار عدم الحضور بعدما تحرّك النواب الأرمينيون للانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية في خطوة أثارت حفيظة موسكو ومن شأنها أن تحد خيارات السفر أكثر بالنسبة لبوتين.
ويخطط بوتين للقاء الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، خصم أرمينيا.
وأثار هجوم موسكو على أوكرانيا أيضا قلق شركائها في آسيا الوسطى.
زار بوتين جميع الدول الإقليمية الخمس: أوزبكستان وكازاخستان وطاجيكستان وتركمانستان وقرغيزستان، عام 2022 مصوّرا إياها على أنها أبرز الدول الحليفة لروسيا.
وقبيل زيارة بوتين، أعلنت قرغيزستان بأنها صادقت على اتفاقية لنظام دفاع جوي مشترك مع روسيا.
وأبرمت موسكو اتفاقيات مشابهة مع دول حليفة أخرى بينها كازاخستان وبيلاروس وطاجيكستان.
لكن ازداد التوجّس من روسيا في أجزاء من المنطقة. ولم تدعم أي من بلدان آسيا الوسطى روسيا في عملية تصويت مهمة جرت في الأمم المتحدة بشأن أوكرانيا العام الماضي.
وفي سبتمبر، تعهّدت كازاخستان الامتثال إلى العقوبات الغربية واسعة النطاق المفروضة على روسيا، حتى أن رئيسها لفت إلى أن أستانا لن تساعد موسكو في الالتفاف عليها.
وحذّرت بلدان آسيا الوسطى التي يعمل العديد من مواطنيها في روسيا، سكانها من القتال في أوكرانيا إلى جانب قوات موسكو.
المصدر/ وكالة الصحافة الفرنسية.
Comments are closed.