ليبيا تؤكد مقتل أكثر من 5000 شخص اثر الفيضانات في درنة

TOPSHOT - Overturned cars lay among other debris caused by flash floods in Derna, eastern Libya, on September 11, 2023. Flash floods in eastern Libya killed more than 2,300 people in the Mediterranean coastal city of Derna alone, the emergency services of the Tripoli-based government said on September 12. (Photo by AFP)

عبق نيوز| ليبيا / درنة|  أكّد جهاز الطوارئ الليبي الثلاثاء أن 5000 شخص على الأقل لقوا حتفهم في الفيضانات التي اجتاحت مدينة درنة البالغ عدد سكانها مئة ألف نسمة جراء العاصفة دانيال، فيما تحدّث الصليب الأحمر عن حصيلة قتلى “ضخمة”.

وبحسب مسؤولين في شرق ليبيا التي تتنافس فيها حكومتان على السلطة، انهار السدان الرئيسيان على نهر وادي درنة الصغير ليل الأحد الاثنين ما تسبب في انزلاقات طينية ضخمة دمّرت جسورا وجرفت العديد من المباني مع سكانها.

وأفاد اسامه علي الناطق باسم جهاز الاسعاف والطوارئ التابع لوزارة الصحة في حكومة الوحدة الوطنية وكالة فرانس برس الثلاثاء أن الفيضانات التي اجتاحت مدينة درنة في شرق ليبيا أسفرت عن مقتل أكثر من 5000 شخص.

وأوضح الناطق باسم الجهاز الذي ينتشر فريق تابع له في درنة منذ الاثنين أن الفيضانات الناجمة عن العاصفة دانيال خلّفت كذلك نحو 7000 جريح، في حين ما زال أكثر من 5000 آخرين في عداد المفقودين.

ولم يتم التأكد بعد من الحصيلة الإجمالية لضحايا هذه الكارثة لكن السلطات في شرق ليبيا تتحدث منذ الاثنين عن “آلاف” القتلى والمفقودين.

وفي حديثه لقناة “المسار” التلفزيونية الليبية، أكد رئيس حكومة شرق البلاد أسامة حماد أن هناك “أكثر من ألفي قتيل وآلاف المفقودين” في مدينة درنة وحدها.

والثلاثاء، قال المسؤول في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر طارق رمضان للصحافيين في جنيف “لا نملك أرقاما نهائية” لعدد القتلى حاليا لكنه أوضح أن “حصيلة القتلى ضخمة وقد تصل إلى الآلاف”، فيما أكد أن “عدد المفقودين وصل إلى نحو 10 آلاف شخص”.

وأعرب عن أمله في التوصل إلى أرقام أكثر دقة في وقت لاحق الثلاثاء.

وقال رمضان متحدثا من تونس إن “الاحتياجات الإنسانية تتجاوز بأشواط إمكانات الصليب الأحمر الليبي وإمكانات الحكومة”.

من جانب آخر، أعلن الاتحاد الثلاثاء أن ثلاثة متطوعين من الهلال الأحمر الليبي لقوا حتفهم وهم يساعدون ضحايا الفيضانات.

وفي أماكن أخرى في شرق ليبيا، قال المجلس النروجي للاجئين إن “قرى بأكملها غمرتها المياه، وما زال عدد القتلى يرتفع”.

وأضاف “عانت المجتمعات المحلية في كل أنحاء ليبيا سنوات من الصراع والفقر والنزوح. ستؤدي الكارثة الأخيرة إلى تفاقم الوضع بالنسبة إليهم. ستنهك المستشفيات والملاجئ”.

الناس ينظرون إلى الأضرار الناجمة عن الفيضانات العارمة في درنة، شرق ليبيا، في 11 سبتمبر 2023. وحذر الصليب الأحمر في 12 سبتمبر 2023 من أن عدد القتلى بسبب الفيضانات العارمة في شرق ليبيا من المتوقع أن يرتفع بشكل كبير، مع الإبلاغ عن فقدان 10000 شخص. قال مسؤولون في ليبيا إن ما لا يقل عن 150 شخصا لقوا حتفهم في الفيضانات المفاجئة بعد ظهر الأحد بعد أن اجتاحت العاصفة دانييل البحر الأبيض المتوسط، وضربت بلغاريا واليونان وتركيا. (تصوير وكالة فرانس برس)

 

– مشهد مروع –

وقال وزير الصحة في الحكومة الليبية المكلفة عثمان عبد الجليل مساء الاثنين “الأوضاع في درنة تزداد مأساوية ولا توجد إحصاءات نهائية لأعداد الضحايا.. هناك كثير من الأحياء لم نتمكن من الوصول إليها وأتوقع ارتفاع عدد الوفيات إلى 10 آلاف”.

وأضاف “نطالب الدول الصديقة بالمساعدة في إنقاذ ما تبقى بمدينة درنة ومناطق الجبل”.

وضربت العاصفة أيضا بنغازي ومنطقة الجبل الأخضر. وأبلغ عن فيضانات وانزلاقات طينية وأضرار جسيمة أخرى في المنطقة الأوسع وأظهرت صور سيارات وشاحنات مقلوبة.

وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط التي تقع حقولها ومحطاتها الرئيسية في شرق ليبيا “حالة التأهب القصوى” وإيقاف الرحلات الجوية” بين مواقع الإنتاج التي انخفض نشاطها بشكل كبير.

وتم تداول صور نشرها سكان على الشبكات الاجتماعية يبدو فيها عناصر الإنقاذ مذهولين من حجم الكارثة وسط مشهد مروِّع.

وحالت طرق مقطوعة وانهيارات أرضية وفيضانات دون وصول المساعدة إلى السكان الذين اضطروا لاستخدام وسائل بدائية لانتشال الجثث والناجين الذين كانوا على وشك الغرق.

وما زالت درنة ومدن أخرى مقطوعة عن بقية العالم رغم الجهود التي تبذلها السلطات لاستعادة شبكات الاتصالات والإنترنت.

تظهر هذه الصورة المنشورة التي قدمها مكتب رئيس الوزراء الليبي المؤقت في بنغازي في 11 سبتمبر 2023 منظرًا لمركبة مدمرة بسبب المباني المتضررة في مدينة درنة الشرقية، على بعد حوالي 290 كيلومترًا شرق بنغازي، في أعقاب البحر الأبيض المتوسط عاصفة “دانيال”. قال مسؤولون في 11 سبتمبر إن ما لا يقل عن 150 شخصاً لقوا حتفهم عندما ضربت فيضانات عارمة شرق ليبيا، بعد هطول أمطار غزيرة على تركيا وبلغاريا واليونان. (تصوير المكتب الصحفي لرئيس الوزراء الليبي

 

– مساعدات –

وأرسلت قوافل مساعدات من طرابلس في الغرب إلى درنة.

وأعلنت حكومة طرابلس بقيادة عبد الحميد الدبيبة إرسال طائرتَي إسعاف ومروحية و87 طبيبا وفريق إنقاذ بالإضافة إلى تقنيين من شركة الكهرباء الوطنية لمحاولة إعادة التيار الكهربائي.

كما وصلت فرق إنقاذ أرسلتها تركيا إلى شرق ليبيا، وفق السلطات.

وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الثلاثاء حالة الحداد لمدة ثلاثة أيام “تضامنا” مع ضحايا ليبيا والمغرب. وذكرت الرئاسة أن السيسي وجه “القوات المسلحة بتقديم الدعم الفوري والإغاثة الإنسانية، جوا وبحرا”، للبلدين. فيما قالت الجزائر إنها سترسل مساعدات في ثماني طائرات عسكرية.

وأعلن السفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند على منصة “إكس” أن السفارة أصدرت “إعلانا للحاجة الإنسانية من شأنه السماح بالتمويل الأولي الذي ستقدمه الولايات المتحدة لدعم جهود الإغاثة في ليبيا”.

بدوره، قال منسق الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل “الاتحاد الأوروبي يشعر بالحزن لصور الدمار في #ليبيا التي دمرتها ظروف جوية قصوى تسببت بخسائر بشرية مأسوية، ويراقب الوضع من كثب وهو على استعداد لتقديم دعمه”.

كذلك، أعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن-كلير لوجندر الثلاثاء أن فرنسا مستعدة لإرسال “مساعدات طارئة” إلى السكان المتضررين في ليبيا.

وأعلن وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني الثلاثاء عبر منصة “إكس” أن إيطاليا ستقدم مساعدات إلى ليبيا موضحا “توجّه فريق تقييم بتنسيق من الحماية المدنية (الإيطالية) إلى البلاد”.

ووصفت الناطقة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس الوضع في ليبيا بأنه “كارثة مأسوية”.

وفي الوقت نفسه، لفتت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة إلى زوال “أحياء بأكملها” في درنة حيث “جرفت المياه سكانها بعد انهيار سدين قديمين، ما جعل الوضع كارثيا وخارجا عن السيطرة”.

المصدر/ وكالة الصحافة الفرنسية.

Comments are closed.

نحن لا نقوم بجمع بياناتك ولا نقوم ببيعها، نحن فقط نستخدم بعض الكوكيز التي قد تساعدنا في تطوير الموقع او تساعدك فيي الحصول على الصفحات بشكل أفضل موافق/ة إقرأ المزيد