بوركينا فاسو تعلّق بث محطة فرانس 24 بعد مقابلة مع زعيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي

صورة مؤرخة في أبريل 2019 لشعار محطة فرانس 24 قرب باريس afp_tickers

عبق نيوز| بوركينا فاسو / فرنسا | قطع المجلس العسكري الحاكم في بوركينا فاسو بثّ محطة فرانس 24 في بلاده إثر مقابلة أجرتها المحطة الإخبارية الفرنسية مع زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، في قرار استنكرته باريس.

وجاء في بيان وقّعه الناطق باسم الحكومة جان-إيمانويل أويدراوغو الإثنين “عبر إتاحة منبر لزعيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، فإنّ فرانس 24 لا تعمل فقط كوكالة علاقات عامة لهؤلاء الإرهابيين بل توفّر أيضاً مساحة تضفي شرعية على أعمال إرهابية وخطابات كراهية لإشباع الأهداف الشريرة لهذا التنظيم في بوركينا فاسو”.

وأضاف البيان “لذلك قررت الحكومة باسم المصلحة العليا للأمة، وقف بث برامج فرانس 24 إلى أجل غير مسمّى في كلّ أنحاء البلاد”.

وقطع إرسال المحطة قرابة الساعة 09,00 (بالتوقيتين المحلي والعالمي)، على ما ذكر صحافي في وكالة فرانس برس في واغادوغو.

وفي 6 مارس، بثّت فرانس 24 إجابات خطية من أبو عبيدة يوسف العنابي، زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، على حوالى 15 سؤالا طرحها عليه الصحافي في القناة الفرنسية والمتخصص في القضايا الجهادية وسيم نصر.

وأضافت واغادوغو في بيانها إنّ “الحكومة تأسف لواقع أنّ زعيم منظمة إرهابية مثل القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي (…) يمكنه الاستفادة من السخاء التحريري لفرانس 24 للتحدّث مطوّلاً عبر القناة”.

وقال أويدراوغو في مقابلة مع التلفزيون الوطني “أر تي بي” الإثنين “نعتبر أنّ ذلك جزء من عملية إضفاء الشرعية على الرسالة الإرهابية ونحن ندرك تأثير هذه الرسالة في بلدنا. لا يمكننا أن نقبل اليوم بأن تفتح وسيلة إعلامية منبرها لخطاب الكراهية هذا”.

وتابع “لن نخاف في كل مرة يتعيّن فيها علينا اتخاذ قرار يتماشى مع مسار استعادة أراضينا. الحكومة لا تساوم”.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الفرنسية الإثنين إنّ فرنسا “تأسف للقرار الذي اتخذته سلطات بوركينا فاسو بوقف بث قناة فرانس 24” في البلاد.

وقالت وزارة الخارجية في بيان إنّ باريس تؤكد مجددا “التزامها الدائم حرية الصحافة وحرية التعبير وحماية الصحافيين وكل من يساهم تعبيرهم في نشر معلومة حرة في كل أنحاء العالم”.

– “اتهامات لا أساس لها” –

من جهتها، ردت القناة الفرنسية في بيان قائلة إن “إدارة فرانس 24 تستنكر هذا القرار وتعتبر أنّ الاتهامات لا أساس لها وتشكّك في مهنية القناة”، معربة عن استيائها من “التصريحات المشينة والتشهيرية لحكومة بوركينا فاسو”.

وأشارت إلى أنّها لم تمنح المنبر مباشرة لزعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بل استخدمت ذلك للتأكيد على أنّ المجموعة احتجزت فرنسياً كرهينة في النيجر أفرج عنه الأسبوع الماضي.

بدورها، ردت منظمة مراسلون بلا حدود في بيان قائلة “يجب ألا تكون الأزمة الأمنية التي تمرّ بها البلاد ذريعة لإسكات وسائل الإعلام ومنع الصحافيين من تغطيتها بمسؤولية كاملة واستقلالية”، داعية “السلطات إلى العودة عن قرارها”.

ومطلع ديسمبر، علّقت سلطات واغادوغو بثّ إذاعة “أر إف إي” الفرنسية التابعة لمجموعة “فرانس ميديا موند” التي تضم أيضا فرانس 24.

واتُّهمت الإذاعة حينها ببثّ “رسالة ترهيب” منسوبة إلى “زعيم إرهابي”.

– كما في مالي –

كذلك، عُلّق منذ عام بثّ كل من “أر إف إي” وفرانس 24 في مالي التي يحكمها أيضا مجلس عسكري.

وتجري متابعة الوسيلتين الإعلاميتين اللتين تغطيان الأخبار الإفريقية من كثب، على نطاق واسع في كل البلدان الإفريقية الناطقة بالفرنسية. وأشارت فرانس 24 الاثنين إلى أنّه في بوركينا فاسو يتابعها “ثلث السكان كل أسبوع وأكثر من 60 في المئة من المسؤولين والقادة”.

ومنذ العام 2015، تشهد بوركينا فاسو دوامة عنف تنفذها جماعات جهادية مرتبطة بتنظيم الدولة الاسلامية والقاعدة أوقعت عشرة آلاف قتيل بين مدني وعسكري بحسب منظمات غير حكومية وتسببت بنزوح مليوني شخص.

وأعرب الرئيس الانتقالي الكابتن ابراهيم تراوري الذي تسلم السلطة إثر انقلاب قبل حوالى ستة أشهر، في نهاية فبراير عن “تصميمه الثابت” على محاربة الجهاديين رغم تكثف الهجمات.

وتدهورت العلاقات بين فرنسا وبوركينا فاسو منذ وصول تراوري إلى السلطة.

وفي يناير، طالبت السلطات في واغادوغو بمغادرة قوة “سابر” الفرنسية وتحققت مطالبها. كما طالبت برحيل السفير الفرنسي لوك هالاد الذي استدعي إلى باريس لإجراء “مشاورات” والذي لم يستبدل حتى الآن.

ومطلع مارس، أعلنت بوركينا فاسو وقف العمل بـ”اتفاق المساعدة العسكرية” الذي أبرمته مع فرنسا غداة استقلالها عام 1961.

المصدر/ وكالة الصحافة الفرنسية.

Comments are closed.

نحن لا نقوم بجمع بياناتك ولا نقوم ببيعها، نحن فقط نستخدم بعض الكوكيز التي قد تساعدنا في تطوير الموقع او تساعدك فيي الحصول على الصفحات بشكل أفضل موافق/ة إقرأ المزيد