عبق نيوز| إسرائيل/ القدس | أعلن مسعفون والشرطة الاسرائيلية مقتل إسرائيليين أحدهما طفل وإصابة خمسة بجروح جرّاء عملية “دهس” بسيارة في محطة حافلات بالقدس الشرقية تم بعدها “تحييد” السائق.
وقعت الحادثة في اليوم الأول من عطلة نهاية الأسبوع الإسرائيلية في حي راموت الاستيطاني في الجزء الشرقي من المدينة المقدسة الذي احتلته إسرائيل عام 1967 وضمّته في خطوة غير معترف بها دوليا.
وقال متحدث باسم الشرطة إنه قرابة الساعة 13,30 “صدم سائق سيارة كان مسرعًا عند مخرج حي راموت” أشخاصًا كانوا ينتظرون في موقف للحافلات.
وأفاد مسعفون أن “شخصين قتلا وأصيب خمسة آخرون”.
وقال متحدث باسم مستشفى شعاريه تصيدك إن القتيلين هما شاب يبلغ عشرين عاما وطفل يبلغ ستّ سنوات.
وأضاف أن طفلاً يبلغ ثماني سنوات لا يزال في حالة حرجة، وأن الأطباء “يسعون لإبقائه على قيد الحياة”.
أقيمت جنازة الطفل البالغ ستّ سنوات في وقت متأخر من بعد ظهر الجمعة في القدس، وفق الشريعة اليهودية التي تشترط دفن الموتى في أسرع وقت ممكن وتحظر الدفن السبت.
واعتبر متحدث باسم الشرطة أن ما حدث “هجوم إرهابي بسيارة”، مشيرا إلى أنه تم “تحييد” المشتبه به.
وقالت الشرطة في بيان منفصل إن قواتها وبينها عنصر خارج أوقات العمل “وصلت بسرعة إلى مكان الحادثة وأطلقت النار على الارهابي الذي تم تحييده على الفور”.
وأوردت وكالة “وفا” الفلسطينية للأنباء أن السائق هو حسين قراقع، من حي العيسوية في القدس الشرقية ويبلغ 31 عاما.
وقالت الشرطة الاسرائيلية في بيان “في إطار التحقيق في عملية الدهس… ألقت الشرطة مؤخرًا القبض على عشرة أفراد من عائلة المنفذ في العيساوية والطور. ومن بين الموقوفين والداه وشقيقه وزوجته”.
وأضافت “تمّت إحالة المشتبه بهم للتحقيق، وتم توقيفهم على خلفية عملية الدهس وما إذا كانوا على علم بنوايا المنفذ”.
– “الحكومة لا تريد حلا” –
وقال نيهوراي ديري الذي كان في طريقه لزيارة والده في راموت، “ما يحدث جنون”.
وأضاف ديري الذي يدير شركة إنشاءات “على الحكومة (إيجاد) حل”.
وتابع في تصريح لفرانس برس “لكن الحكومة لا تريد حلاً. الحكومة هنا، الحكومة في غزة، وفي رام الله، يريدون الانقسام”.
وانتشر عدد كبير من عناصر الشرطة الذين منعوا الناس من الوصول إلى موقع الحادثة، وعاينت مراسلة وكالة فرانس برس سيارة زرقاء على الرصيف عند موقف للحافلات.
وتجمع العديد من المسعفين في المكان، فيما حلّقت مروحية وطائرة مسيّرة في الأجواء.
كما تجمع حول الطوق الأمني عشرات السكان، بينهم العديد من الأطفال، يرتدون لباسا أسود وأبيض مميزا لليهود المتدينين.
وهتف عدد من الموجودين “الموت للمخرّبين”، فيما احتج آخرون على وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير الذي انتقل إلى مكان الحادث، معتبرين أنه فشل في الوفاء بوعوده الانتخابية باستعادة الأمن.
وفيما كرر بن غفير رغبته في “تطبيق عقوبة الإعدام على الإرهابيين”، ردد البعض في حضوره أن “أسوأ الهجمات حدثت تحت قيادتك”، في انتقاد ضمني لسياسته التي يعتبرها منتقدوه تحريضية.
من جهته، قال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في بيان إنه “قرر اتخاذ إجراءات فورية لإغلاق منزل الإرهابي وهدمه”.
– “دوامة لا نهاية لها” –
في المقابل، أشادت حركة الجهاد الإسلامي في بيان بـ”عملية الدهس البطولية” التي اعتبرتها “رداً طبيعياً ومشروعاً على جرائم الاحتلال”.
وأضافت الحركة أن “رد شعبنا مستمر ومقاومته متواصلة رغم حجم التضحيات”.
أما رئيس القائمة العربية الموحدة وعضو الكنيست الاسرائيلي عباس منصور، فقال في تغريدة على حسابه على تويتر “سأستمر في رفض وإدانة أي هجوم على المدنيين والأبرياء، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأطفال”.
بدوره، قال منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند عبر تويتر إن “مثل هذه الهجمات وتمجيدها يغذيان دوامة لا نهاية لها من إراقة الدماء، ويجب أن يدينها الجميع”.
دوليا، ندد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بشدة بالحادثة، قائلا في بيان إن “الاستهداف المتعمد لمدنيين أبرياء هو أمر بغيض وعبثي”.
منذ بداية العام، أودت اعمال العنف والمواجهات بما لا يقل عن 43 فلسطينيًا من بينهم مقاتلون ومدنيون بعضهم قصّر، وثمانية مدنيين إسرائيليين بينهم قاصران فضلا عن امرأة أوكرانية، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى مصادر رسمية إسرائيلية وفلسطينية.
وقُتل الخميس فلسطيني، اتهمه الجيش الإسرائيلي بمحاولة طعن أحد عناصره، برصاص جنود في الضفة الغربية المحتلة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية الثلاثاء أن القوات الإسرائيلية قتلت فتى فلسطينيا بالرصاص في مدينة نابلس، في حين قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق النار على جنود.
والاثنين، قتلت القوات الإسرائيلية خمسة فلسطينيين في عملية في أريحا بعد أيام من البحث عن مشتبه بهم في إطلاق نار في مطعم قرب المدينة.
وأثار تزايد أعمال العنف الدامية منذ الأول من يناير، مخاوف من دوامة جديدة للعنف في موازاة دعوات دولية للهدوء.
المصدر/ وكالة الصحافة الفرنسية.
Comments are closed.