معارك عنيفة بعد استعادة الفصائل مدينة استراتيجية في شمال غرب سوريا

مقاتلون من فصيل معارض يسيرون في 26 فبراير 2020 بين اشجار الزيتون لدى استعدادهم للهجوم ضد قوات النظام في مدينة سراقب في شمال غرب سوريا ، تصوير : بكر قاسم / فراس برس .

عبق نيوز| سوريا / ادلب| استعادت الفصائل المقاتلة على رأسها هيئة تحرير الشام الخميس السيطرة على مدينة ذات موقع استراتيجي في شمال غرب سوريا، بعد ثلاثة أسابيع من سيطرة قوات النظام عليها، في تراجع ميداني يعد الأبرز لدمشق منذ بدء تصعيدها في المنطقة.

ويحضر الوضع السوري على طاولة اجتماع يعقده مجلس الأمن الدولي الخميس في نيويورك، فيما تبدو القوى الدولية عاجزة عن وقف الهجوم الذي تشنه دمشق بدعم من حليفتها موسكو منذ نحو ثلاثة أشهر ودفع بنحو مليون شخص الى مغادرة منازلهم.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس عن “سيطرة فصائل جهادية وأخرى معارضة بدعم تركي على مدينة سراقب بشكل كامل”، مشيراً إلى معارك عنيفة تخوضها ضد قوات النظام على أطرافها، وتترافق مع غارات كثيفة تشنّها طائرات روسية.

وتمكن مراسل وكالة فرانس برس صباحاً من دخول المدينة الواقعة في ريف إدلب الشرقي بعد انتشار مقاتلي الفصائل فيها بأعداد كبيرة. وقال إنها بدت خالية تماماً من سكانها وتعرّضت لدمار كبير بينما كان دوي المعارك على اطرافها يتردّد في أنحائها.

وتأتي استعادة الفصائل للمدينة بعد ثلاثة أسابيع من سيطرة قوات النظام عليها، في إطار هجوم واسع تشنّه بدعم روسي منذ مطلع ديسمبر ضد مناطق تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل أخرى معارضة أقل نفوذاً.

وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” من جهتها “اشتباكات عنيفة بين وحدات الجيش العربي السوري والمجموعات الإرهابية على محور سراقب”.

وذكرت أن “المجموعات الارهابية تزجّ بعشرات الانغماسيين والانتحاريين والعربات المفخخة” على أطراف المدينة الغربية “مع إسناد ناري كثيف من قوات النظام التركي”.

– “هجوم ضد المدنيين” –

وبسيطرتها على سراقب، تمكّنت الفصائل، وفق ما أوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس، من قطع طريق دمشق حلب الدولي الذي يعرف باسم “إم فايف”، بعدما كانت قوات النظام قد استعادت السيطرة على كافة البلدات التي يمرّ بها في إدلب.

ولا تكمن أهمية سراقب بموقعها على طريق “إم 5” فحسب، بل كونها تشكّل نقطة التقاء لهذا الطريق مع طريق دولي آخر يُعرف باسم “إم 4” ويربط محافظتي حلب وإدلب باللاذقية غرباً.

وتسبّب التصعيد في إدلب بتوتر مؤخراً بين دمشق وأنقرة اللتين تتبادلان القصف بشكل دوري. وقتل 19 جندياً تركياً منذ الأسابيع القليلة الماضية، بنيران قوات النظام، إثنان منهم بغارة الخميس، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع التركية.

ولانقرة التي تواصل إرسال تعزيزات عسكرية إلى إدلب وتوفّر الدعم للفصائل في هجماتها، 12 نقطة مراقبة بموجب اتفاق أبرمته صيف العام 2018 مع موسكو، ويعقد دبلوماسيون ومسؤولون عسكريون من البلدين اجتماعاً الخميس في أنقرة.

وتكرر تركيا مطالبتها قوات النظام بوقف هجومها الذي دفع أكثر من 948 ألف شخص، أكثر من نصفهم أطفال، إلى النزوح وفق الأمم المتحدة. كما تسبب بمقتل أكثر من 400 مدني بحسب المرصد.

وكانت الأمم المتحدة حذّرت الاثنين من أن المعارك تقترب بـ”شكل خطير” من مخيمات النازحين المكتظة، ما قد يؤدي الى “حمام دم”.

والثلاثاء، استهدف قصف جوي ومدفعي عدداً من المدارس في إدلب ومحيطها، ما تسبب بمقتل ثلاثة مدرسين وتلميذة على الأقل، بالإضافة الى 16 مدنياً آخرين في ضربات متفرّقة.

وقالت لجنة الإنقاذ الدولية في بيان الخميس “تتطلب هذه الأزمة انتباهاً ملحاً من قادة العالم” مطالبة بهدنة في إدلب وتدخل ملموس من مجلس الأمن.

وشدد على ضرورة أن “يشعر أطراف النزاع بالضغط لوضع حد لهذا الهجوم ضد المدنيين”.

– 20 قرية وبلدة –

وبينما تتصدى دمشق لهجوم سراقب، تواصل قواتها التقدّم على محاور أخرى في إدلب، حيث باتت هيئة تحرير الشام والفصائل المعارضة تسيطر على نصف مساحة إدلب. وتؤوي مناطق سيطرتها ثلاثة ملايين نسمة، نصفهم نازحون من محافظات أخرى.

وسيطرت قوات النظام الخميس على عشرين قرية وبلدة في ريف إدلب الجنوبي، وفق المرصد.

وقال عبد الرحمن “تسيطر قوات النظام على ريف إدلب الجنوبي الممتد من مدينة معرة النعمان حتى جنوب جسر الشغور”.

وتسعى دمشق للتقدم في هذه المنطقة لإبعاد الفصائل المقاتلة عن طريق “إم فور”. ولتحقيق هدفها يتعيّن عليها “شنّ هجمات على مدينتي أريحا وجسر الشغور”، وفق عبد الرحمن.

ويقول محلّلون إن المعركة لن تكون سهلة كون جسر الشغور تعدّ معقلاً للحزب الاسلامي التركستاني، الذي يضم غالبية من المقاتلين الصينيين من أقلية الأويغور.

وبينما تتصدى دمشق لهجوم سراقب، تواصل قواتها التقدّم على محاور أخرى في إدلب، حيث باتت هيئة تحرير الشام والفصائل المعارضة تسيطر على نصف مساحة إدلب. وتؤوي مناطق سيطرتها ثلاثة ملايين نسمة، نصفهم نازحون من محافظات أخرى.

وتسبّب النزاع السوري منذ اندلاعه منتصف مارس 2011 بمقتل أكثر من 380 ألف شخص، وتدمير البنى التحتية واستنزاف الاقتصاد، عدا عن نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

المصدر / فرانس برس العربية.

معارك عنيفة بعد استعادة الفصائل مدينة استراتيجية في شمال غرب سوريا

Comments are closed.

نحن لا نقوم بجمع بياناتك ولا نقوم ببيعها، نحن فقط نستخدم بعض الكوكيز التي قد تساعدنا في تطوير الموقع او تساعدك فيي الحصول على الصفحات بشكل أفضل موافق/ة إقرأ المزيد