معانأة المهاجرين الأفارقة من قسوة المليشيات في ليبيا و جحيم الصحراء الكبرى حكاية تلخصها قصة مهاجر غامبي لرويترز

[ad id=”1154″]

#عبق_نيوز| ليبيا | في رحلته للوصول إلى أوروبا أمضى الجامبي مافو هيدارا (22 عاما) ستة أيام على النذر اليسير من الطعام والمياه وهو يعبر الصحراء الكبرى قبل أن يصل إلى واحة سبها الليبية.

ويقول إنه تعرض هناك للخطف والضرب على يد عصابة تهريب بغرض إجبار أسرته على دفع فدية كما أُكره على العمل بشكل متكرر دون أجر خلال الأشهر السبعة التي قضاها في الواحة.

ويوم الخميس عاد هيدارا لمسقط رأسه بلدة بريكاما في جامبيا حيث لا عمل لديه وحيث يفترش الأرض في كوخ متهالك.

ومن بين أكثر من 300 ألف مهاجر عبروا الصحراء والبحر إلى أوروبا العام الماضي لم ينج الآلاف من الرحلة المحفوفة بالمخاطر بينما تقطعت السبل بآلاف آخرين في الصحراء الليبية أو عادوا إلى مواطنهم وفي كثير من الأحيان من دون المبالغ البسيطة من المال التي جمعوها للقيام برحلتهم الأولى.

وبالنسبة لمعظم هؤلاء العائدين فقد انتهت الرحلة في ليبيا وهي بلد لا يزال فيه القانون منعدما بعد ستة أعوام من انتهاء حكم معمر القذافي رغم المحاولات المستمرة من دول غربية لإرساء الاستقرار وتوحيد البلاد تحت حكومة واحدة.

وتتنافس العديد من الجماعات المسلحة على الأرض والموارد كما يوجد متشددون إسلاميون في مناطق من البلاد بينما تعمل شبكات تهريب الأسلحة والبشر في ظل مناخ من الإفلات من العقاب.

وقلما يوجد مكان أسوأ من سبها التي ظلت على مدى قرون محطة على الطريق التجاري في الصحراء الكبرى. وبالنسبة لمعظم المهاجرين تكون سبها أول بلدة تقع أنظارهم عليها بعد الخروج من الصحراء.

وشملت المعارك في أواخر العام الماضي في الواحة بين قبائل متناحرة استخدام الدبابات وقذائف المورتر. وتصطف هياكل السيارات المتفحمة في الشوارع بينما تمتلئ جدران المباني بثقوب الرصاص وعادة ما يحمل السكان السلاح. ولا تتوفر الكهرباء والرعاية الطبية في الواحة إلا فيما ندر ولا يوجد جهاز شرطة عامل حسبما أفاد مهاجرون وخبراء أمن زاروا المنطقة في الآونة الأخيرة.

ترسم مقابلات مع ستة مهاجرين من جامبيا أمضى كل منهم شهورا في البلدة خلال عامي 2016 و2017 صورة لسبها، وهي واحدة من آخر المناطق التي لا تخضع لرقابة الشرطة خلال الرحلة، حيث يتم إجبار المهاجرين على العمل الشاق ويتعرضون للخطف وسوء المعاملة والبيع في صفقات بين عصابات التهريب.

وكان هيدارا يأمل أن تكون سبها، التي يسكنها 200 ألف شخص وتحيط بها أشجار النخيل وتطل على حصن إيطالي يعود لأيام الاستعمار، مكانا للتعافي وكسب المال قبل أن يواصل رحلته البالغ طولها نحو 6500 كيلومتر شمالا إلى إيطاليا حيث كان يخطط للدراسة.

[ad id=”1155″]

وفي صباح أحد أيام سبتمبر توجه هيدارا إلى منطقة بوسط سبها ينتظر فيها المهاجرون للحصول على وظائف مؤقتة لجني ما يكفي للقيام بالرحلة إلى العاصمة طرابلس على الساحل والتي تتكلف نحو 500 دينار (350 دولارا).

وقد يجني المهاجر من عمل يومي في صب الطوب الأسمنتي نحو عشرة دنانير هذا إن دفع له صاحب العمل أجره فعلا وهو ما لا يحدث في كثير من الأحيان حسبما يقول مهاجرون أجريت مقابلات معهم. ويقول المهاجرون إن الناس كثيرا ما يتعرضون للسرقة أثناء السير في تلك المنطقة أو يضطرون للاختباء عندما يسمعون نيران القناصة من مبان قريبة.

وركب هيدارا سيارة دفع رباعي مع ثلاثة مهاجرين من أجل ما قال السائق إنها عملية نقل أثاث لمدة يوم.

وقال “أغلقوا كل الأبواب وسحبوا مسدسا وهددونا بأن من يحاول الهرب سيطلق عليه النار.”

اقتاد اثنان من أفراد العصابات هيدارا إلى منزل يحيط به سور في البلدة ثم ربطا يديه في سقف غرفة صغيرة واتصلا بعمه للمطالبة بفدية قيمتها 30 ألف دلاسي أو ما يعادل 650 دولارا مقابل الإفراج عنه. وقالا إن العصابة لها عملاء في كل أنحاء غرب أفريقيا لتلقي هذه المدفوعات.

وقال هيدارا وهو يستعيد تلك الذكرى “قالا ‭‭‭’‬‬‬إن لم تدفع سنقتل ابن أخيك‭‭‭’‬‬‬” ثم ضرباه بهراوات على ظهره بينما كان عمه يستمع لصراخه على الهاتف.

وبعدها بأيام دفع عمه الفدية لأحد العملاء في دكار بالسنغال وأفرج عن هيدارا.

ولم تتمكن رويترز من التحقق من رواية هيدارا بشكل مستقل.

لكن المهاجرين الآخرين الذين أجريت معهم مقابلات قالوا إنهم سمعوا عن تعرض مهاجرين للخطف مقابل فدية أو للبيع من مهرب إلى آخر.

وقال العقيد خالد الأزهري قائد وحدة مكافحة التهريب في جنوب ليبيا لرويترز إن البلاد بحاجة لدعم عاجل لمراقبة حدودها بهدف منع دخول المهاجرين من النيجر إلى الجنوب.

ونفى تعرض مهاجرين للضرب أو للبيع على يد عصابات التهريب أو الاحتجاز مقابل فدية. وقال إن المهاجرين يقولون ذلك لأنهم يريدون الحصول على اللجوء في دول أوروبية. لكنه أضاف أن الشرطة عاجزة عن منع شبكات التهريب القوية في ظل الموارد المحدودة المتاحة لها.

[ad id=”1158″]

وعن طريق النيجر فإن ليبيا هي الممر الوحيد المتاح إلى أوروبا بالنسبة للمهاجرين من غرب أفريقيا بعد أن أغلقت ممرات أخرى عبر جزر الكناري والجزائر والمغرب بسبب زيادة دوريات المراقبة في الأعوام الأخيرة. وقالت المنظمة الدولية للهجرة الشهر الماضي إن قرابة 300 ألف مهاجر عبروا الصحراء من النيجر إلى ليبيا بين فبراير وديسمبر العام الماضي انتهى الحال بمعظمهم في سبها.

وقال جوزيبي لوبريتي مدير مكتب المنظمة في النيجر لرويترز “المهاجرون يغادرون النيجر إلى ثقب أسود”.

وأعادت المنظمة هيدارا إلى جامبيا من طرابلس الشهر الماضي مع 170 مهاجرا آخرين بعد أن وصلوا لمخيم للاجئين يتبع الأمم المتحدة.

وضمن برنامج تموله دول أوروبية بشكل أساسي تهدف المنظمة الدولية للهجرة لنقل ما يصل إلى عشرة آلاف مهاجر إلى مواطنهم من ليبيا هذا العام. وتقول إن خطة الترحيل الطوعية تهدف إلى إيجاد طريق للخروج لمن تقطعت بهم السبل في ليبيا دون مال أو عمل أو وسيلة للانتقال.

وبعد 14 شهرا من الرحيل حاملا معه بعض الفواكه وبعض الملابس ونحو ألف دولار نقدا وجد هيدارا نفسه عائدا في منزل أسرته البسيط في بريكاما بغرب جامبيا.

وقال “كانت الرحلة جحيما لكنني لم أندم قط. أريد فقط أن أحصل على وظيفة أفضل ومواصلة دراستي في أوروبا. لا يمكنني القيام بذلك هنا.”

المصدر / رويترز .

[ad id=”1161″]

معانأة المهاجرين الأفارقة من قسوة المليشيات في ليبيا و جحيم الصحراء الكبرى حكاية تلخصها قصة مهاجر غامبي لرويترز

Comments are closed.

نحن لا نقوم بجمع بياناتك ولا نقوم ببيعها، نحن فقط نستخدم بعض الكوكيز التي قد تساعدنا في تطوير الموقع او تساعدك فيي الحصول على الصفحات بشكل أفضل موافق/ة إقرأ المزيد