فيضانات مدمرة واجهتها البشرية عبر التاريخ

People look at the damage caused by freak floods in Derna, eastern Libya, on September 11, 2023. The death toll from freak floods in eastern Libya is expected to soar dramatically, with 10,000 people reported missing, the Red Cross warned on September 12. Officials in Libya have said at least 150 people were killed in the sudden flooding on Sunday afternoon after storm Daniel swept the Mediterranean, lashing Bulgaria, Greece and Turkey. (Photo by AFP)

عبق نيوز| ليبيا / درنة | أدت الفيضانات المدمرة عبر التاريخ، إلى فقدان ملايين الأشخاص في مختلف دول العالم، تاركة آثار سلبية في المجتمعات وبصمة في حياة عشرات الملايين الآخرين، باعتبارها من بين أخطر الكوارث الطبيعية التي تواجهها البشرية.

وأعادت كارثة الفيضانات التي وقعت شرق ليبيا، إلى الأذهان الفيضانات الأكثر تدميرا في التاريخ إذ تعيش منطقة شرق لبيبا منذ أيام كارثة بيئية خلفت خسائر بشرية ومادية وتواجه سلطات البلاد صعوبة في إحصائها.

نظام هطول الأمطار المتغير بسبب تغير المناخ وانبعاثات الكربون والعوامل البيئية المختلفة هو من أهم الأسباب الي تجعل بلدانا حول العالم وجها ولوجه مع كوارث الفيضانات.

وإلى جانب الخسائر في الأرواح، تتعرض المناطق السكنية والزراعية لأكبر قدر من الأضرار الناجمة عن الفيضانات.

وبينما تُبذل الجهود لتضميد الجراح في المناطق المتضررة من الكوارث، فإن الافتقار إلى الاستثمارات الكافية في البنية التحتية يجعل من الصعب إيصال المساعدات إلى مئات الآلاف من النازحين نتيجة الفيضانات التي حصلت حول العالم منذ قرون وحتى يومنا هذا.

ويمكن أن تتسبب الفيضانات التي تؤثر على المؤسسات الصحية والتعليمية والأمنية وخدمات النقل، في تعطيل الخدمات العامة فيها، ونتيجة لذلك تسبب أضرارًا كبيرة على اقتصادات البلدان.

دراسة حديثة أجراها علماء وكالة “ناسا الأمريكية، كشفت أن حالات الجفاف والفيضانات التي أصبحت متكررة ومنتشرة بكثافة وبشكل متزايد، هي مرتبطة بأزمة المناخ.

ويشير العلماء في ذات الدراسة إلى أن حالات الجفاف والفيضانات تزايدت في السنوات العشرين الماضية، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى مستويات قياسية، ويحذرون من أن الفيضانات قد تحصد المزيد من الأرواح بسبب تغير المناخ.

كما أن أسباباً مثل التخطيط الحضري غير الصحيح في مناطق الكوارث، وعدم كفاية بناء السدود، وعدم الإسراع في إعلام السكان باحتمال هطول الأمطار الغزيرة وحدوث الفيضانات، تزيد من الخسائر في الأرواح.

-هولندا أكثر البلدان تضررا من الفيضانات عبر التاريخ-

هولندا التي تقع شمال غرب القارة الأوروبية، يبلغ ارتفاع 50 بالمئة من أراضيها حوالي متر واحد فوق مستوى سطح البحر، هي من بين البلدان الأكثر عرضة للتأثر بارتفاع منسوب المياه.

وتعرف هولندا تاريخيا بأنها واحدة من أكبر ضحايا كوارث الفيضانات، حيث تشير التقديرات إلى أن نحو 60 ألف شخص ذهبوا ضحايا فيضان بحر الشمال الذي بدأ في يونيو/ حزيران 1212 واستمر لأكثر من 6 أشهر.

وأُجبر حينها مئات الآلاف من الأشخاص على مغادرة منازلهم، وتعرضت المنازل وأماكن العمل والبنية التحتية لأضرار بالغة، واستغرق الأمر أكثر من عامين حتى تعافت هولندا من آثار هذا الفيضان.

بعدها بعشر عقود ونصف ، اجتاح فيضان “سانت لوسيا” هولندا وشمال ألمانيا في 1287، وتسبب هذه المرة في مقتل ما بين 50 ألفاً إلى 80 ألف شخص.

يُذكر أن مياه فيضانات “سانت لوسيا” غمرت العديد من الأماكن السكنية بما في ذلك القرى والبلدات، وتسببت في تشكّل مدينة أمستردام كما هي اليوم.

وتعتبر هولندا إحدى الدول التي عانت كثيرا من الفيضانات الأكثر تدميرا في التاريخ، ففي 5 نوفمبر 1530 وأثناء احتفال الهولنديين بسانت فيليكس، تفاجؤوا بارتفاع منسوب المياه، واستسلمت البلاد للكارثة وأطلق على ذلك اليوم اسم “السبت السيئ”.

ويعتبر فيضان سانت فيليكس (St. Felix)، أكثر الفيضانات الدموية في تاريخ أوروبا، حيث أودى بحياة نحو 120 ألف شخص، وتسببت تلك الكارثة في أضرار بقيمة نحو 100 مليون يورو، ودمرت العديد من البلدات والقرى.

واحتفظ فيضان سانت فيليكس بهولندا بلقب أسوأ فيضان بالتاريخ قبل أن تشهد الصين ما بين عامي 1887 و1975 فيضانات مدمرة أوقعت ملايين الضحايا.

-1971: فيضان النهر الأحمر ضرب فيتنام-

تعرضت فيتنام لفيضان النهر الأحمر الذي حدث في 1971 عندما التقت الأنهار القريبة من كمبوديا ولاوس (جنوب شرق آسيا) نتيجة الأمطار الموسمية.

ولقي إثره أكثر من 100 ألف شخص حتفهم في الفيضان الذي فشل في جذب الاهتمام الدولي اللازم بسبب استمرار حرب فيتنام (1955-1975) آنذاك، واستغرق الأمر بضع سنوات حتى تعافت فيتنام من آثار كارثة الفيضانات.

– الصين في صدارة البلدان المتضررة عبر التاريخ-

عبر التاريخ، الصين كانت إحدى الدول الأكثر تضرراً من الفيضانات، وفقدت مئات الآلاف من الأشخاص في الكوارث التي تعرضت لها.

ومنذ مطلع القرن العشرين، غمرت المياه ملايين الهكتارات من الأراضي الزراعية في الصين وأصبحت الملايين من المنازل وأماكن العمل غير صالحة للاستخدام.

كما خلفت الفيضانات -التي تسببت في المجاعة والأوبئة والصعوبات الاقتصادية- آثاراً على تاريخ الصين وطبيعتها الجغرافية واقتصادها.

ففي 1911، حدث فيضان “جيانغسو-آنهوي” بعد فيضان نهر اليانغتسي، ثالث أطول نهر في العالم، ونهر هواي، أكبر نهر في الصين، في آن واحد.

وبينما وصل عدد قتلى هذا الفيضان إلى نحو 100 ألف، فقد سُجلت هذه الكارثة كواحدة من الأكثر دموية في التاريخ، وتسببت في أضرار واسعة النطاق وتركت حوالي 375 ألف شخص بلا مأوى.

كما تسببت السيول التي حدثت نتيجة فيضان نهر اليانغتسي في الصين في 1935، في وفاة 145 ألف شخص وتشريد الملايين، وبعدها حدثت مجاعة كبيرة في البلاد وجلبت معها أمراض فتاكة مثل السل والملاريا والتهاب الجلد.

-1975: انهيار سد “بانكياو” في الصين تسبب في حدوث فيضانات-

وفي 1975، شهدت الصين واحدة من أسوأ الفيضانات في تاريخ البلاد، حين انهيار سد بانكياو بسبب إعصار نينا، وهطل على البلاد خلال 24 ساعة، أمطاراً أكثر من تلك التي تهطل عادةً خلال عامٍ كامل، الأمر الذي جعل البلاد عرضة للكوارث، حيث كان الدمار كبيراً.

وفقد نحو 145 ألف شخص حياتهم بسبب المجاعة والأمراض الناجمة عن الفيضانات، التي تسببت لوحدها في مصرع ما لا يقل عن 86 ألف شخص، لتكون الخسائر البشرية نحو 230 ألف وفاة.

ومؤخرا، اجتاح الإعصار المتوسطي “دانيال” عدة مناطق شرقي ليبيا، أبرزها مدن بنغازي والبيضاء والمرج بالإضافة إلى سوسة ودرنة، حيث تسبب بمقتل 6000 شخص بخلاف آلاف المفقودين أغلبهم في درنة، في حصيلة غير نهائية، ليذكر العالم بفيضانات كبيرة شهدتها بلدان أخرى.

المصدر/ وكالة الاناضول التركية.

Comments are closed.

نحن لا نقوم بجمع بياناتك ولا نقوم ببيعها، نحن فقط نستخدم بعض الكوكيز التي قد تساعدنا في تطوير الموقع او تساعدك فيي الحصول على الصفحات بشكل أفضل موافق/ة إقرأ المزيد