المغرب في سباق مع الوقت للعثور على ناجين إثر الزلزال المدمر

متطوعون يبحثون بين أنقاض الزلزال في قرية إيمي إن تالا المغربية في 10 سبتمبر 2023 afp_tickers

عبق نيوز| المغرب/ الرباط | يسابق رجال الإنقاذ المغاربة الزمن الاثنين بدعم من فرق أجنبية للعثور على ناجين وتقديم المساعدة لمئات المشردين الذين فقدوا منازلهم بعد أكثر من 48 ساعة على الزلزال المدمر الذي خلف 2497 قتيلا على الأقل.

وقالت الوزارة في بيان “في حصيلة محينة، إلى حدود الساعة العاشرة (9,00 ت غ) من يوم الإثنين، بلغ عدد الوفيات الذي خلفته الهزة الأرضية 2497 شخصا، وعدد الجرحى 2476”.

وأعلن المغرب مساء الأحد أنه استجاب لأربعة عروض مساعدة قدمتها بريطانيا وإسبانيا وقطر والإمارات، لمواجهة تداعيات الزلزال.

وأفاد مراسلو فرانس برس أن رجال إنقاذ إسبان وصلوا الى منطقتين ضربهما الزلزال جنوب مراكش، وهي تلات نيعقوب وأمزميز في إقليم الحوز الجبلي ذي التضاريس الوعرة الذي سجل فيه أكثر من نصف الضحايا حتى الآن (1452).

وانتشرت في تلات نيعقوب 12 سيارة إسعاف وعشرات من السيارات الرباعية الدفع التابعة للجيش والدرك وحوالى مئة من رجال الإنقاذ المغاربة يتابعون ارشادات رؤسائهم قبل بدء عمليات البحث في القرية.

وغير بعيدة عنهم، يقوم فريق مكوّن من 30 رجل إطفاء إسبانيا وطبيب وممرضة وفنيين بالتنسيق مع السلطات المغربية لبدء أعمال البحث، بينما تحلّق طائرة هليكوبتر في سماء المنطقة.

– “أمل” –

وتقول رئيسة الفريق الإسباني أنيكا كول لوكالة فرانس برس “الصعوبة الكبيرة تكمن في المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها كما هي الحال بالنسبة لهذا المكان، ويتم نقل الجرحى بالطائرة العمودية”.

وتضيف “من الصعب القول ما إذا كانت فرص العثور على ناجين تتضاءل لأنه على سبيل المثال، في تركيا (التي ضربها زلزال عنيف للغاية في فبراير) تمكننا من العثور على امرأة على قيد الحياة بعد ستة أيام ونصف اليوم. دائما يكون هناك أمل”.

وتتابع “من المهم أيضًا العثور على الجثث لأن العائلات يجب أن تعرف”.

وعلى بعد 70 كيلومترًا شمالًا، أقام فريق آخر مكون من 48 رجلاً من وحدة الطوارئ العسكرية الإسبانية معسكرًا عند مدخل بلدة أمزميز الصغيرة منذ مساء الأحد.

ويقول ألبرت فاسكيز، مسؤول الاتصالات في الفريق، لوكالة فرانس برس “نحن في انتظار اجتماع مع الحماية المدنية المغربية لتحديد المكان الذي يمكننا الانتشار فيه تحديدا”.

ويرافق الفريق أربعة كلاب وكاميرات دقيقة لاختراق فجوات صغيرة بين الركام، وأجهزة لكشف أي تواجد لأشخاص أحياء.

وكان لحسن وحبيبة باروج ينتظران تحت أشعة الشمس الحصول على أخبار عن والدهما البالغ من العمر 81 عاما والذي تم نقله للتو بسيارة إسعاف إلى المستشفى المحلي الصغير. بعد أن دُفنت والدتهما التي ماتت في الزلزال.

وتفصح حبيبة وملامح الحزن بادية عليها “ساقه مكسورة. منزلنا مدمّر. لم نر أي مساعدة. واضطررنا إلى انتشال والدنا من تحت الأنقاض بأنفسنا، في بطانية وحملناه لأميال. وننام منذ ذلك الحين في حقل. لقد دمرنا”.

وذكرت وزارة الداخلية في بيان أن “السلطات المغربية استجابت في هذه المرحلة بالذات، لعروض الدعم التي قدمتها الدول الصديقة إسبانيا وقطر والمملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة والتي اقترحت تعبئة مجموعة من فرق البحث والإنقاذ”.

وأكدت أن هذه الفرق بدأت التواصل مع نظيراتها المغربية لتنسيق جهودها.

وأشارت وزارة الداخلية المغربية إلى إمكان “اللجوء لعروض الدعم المقدمة من دول أخرى صديقة” إذا اقتضت الحاجة، مؤكدا ترحيب المملكة “بكل المبادرات التضامنية من مختلف مناطق العالم”.

وأعلنت دول عدة بينها فرنسا والولايات المتحدة وإسرائيل استعدادها لتقديم المساعدة للمغرب وعبرت عن تضامنها معه بعد الزلزال الأعنف الذي شهدته المملكة.

وأعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الإثنين تقديم مساعدة بقيمة خمسة ملايين يورو للمنظمات غير الحكومية المشاركة حاليا في عمليات الإغاثة في المغرب بعد الزلزال.

– “انتهت الحياة هنا” –

ويعمل مسعفون ومتطوعون وأفراد من القوات المسلحة من أجل العثور على ناجين وانتشال جثث من تحت الأنقاض، خصوصا في قرى إقليم الحوز، مركز الزلزال جنوب مدينة مراكش السياحية في وسط المملكة.

وفي قرية تيخت الصغيرة القريبة من بلدة أداسيل، بقيت مئذنة وبعض المنازل من الحجارة صامدة وسط دمار شبه تام لحق بكل ما حولها، وفق ما شاهد صحافيون في وكالة فرانس برس.

وقال أحد سكانها محسن أكسوم (33 عاما) “انتهت الحياة هنا… ماتت القرية”.

والزلزال الذي وقع ليل الجمعة السبت، بقوة 7 درجات بحسب المركز المغربي للبحث العلمي والتقني (6,8 وفق هيئة المسح الجيولوجي الأميركية)، هو الأقوى يتمّ قياسه في المغرب على الإطلاق.

وسجل أكثر من نصف القتلى في قرى إقليم الحوز الجبلية. ويمتد هذا الإقليم في معظمه على جبال الأطلس الكبير محتضنا العديد من القرى النائية في الغالب، وسط تضاريس وعرة، ومعظم بيوتها تقليدية لا تحترم شروط مقاومة الزلازل.

– ساعات “حرجة” –

وصرف الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، ومقرّه جنيف، مليون فرنك سويسري (1,1 مليون دولار) من صندوق الاستجابة لحالات الطوارئ للكوارث التابع له لدعم عمل الهلال الأحمر المغربي الميداني.

ونبّهت اللجنة الدولية للصليب الأحمر السبت إلى أهمّية حاجات المغرب المستقبلية، مع “24 إلى 48 ساعة حرجة” وحاجات “لأشهر أو حتى سنوات”.

وتقرّر تعليق الدراسة في 42 جماعة (دائرة) في الأقاليم التي ضربها الزلزال اعتبارا من الاثنين، وفق ما أعلنت وزارة التربية الوطنية الأحد.

وتبنت الحكومة مشروعا لإحداث “الصندوق الخاص بتدبير الآثار المترتبة على الزلزال الذي عرفته المملكة المغربية” سيفتح لتلقي التبرعات.

وإضافة الى الحصيلة البشرية والدمار، أثار الزلزال خشية على مصير مواقع تاريخية خصوصا في مراكش حيث تعرضت المدينة القديمة ومواقعها المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي الى أضرار بسبب الزلزال.

في المدينة القديمة، بدت الأضرار مروعة في بعض الأماكن حيث دُمّرت مساكن، وارتفعت بعض أكوام الركام في الأزقة. وتهدّم جزء من الأسوار العائدة للقرن الثاني عشر المحيطة بالمدينة التي بنتها سلالة المرابطين نحو عام 1070.

وقال المدير الإقليمي لمكتب اليونسكو في المغرب العربي إريك فالت “يمكننا أن نقول بالفعل إن الأضرار أكبر بكثير مما توقعنا. لاحظنا تشققات كبيرة في مئذنة (جامع) الكتبية البناء الأكثر شهرة، ولكن أيضًا التدمير شبه الكامل لمئذنة مسجد خربوش” في ساحة جامع الفنا.

وبتث القنوات التلفزية الأحد صورا من الجو تظهر قرى دمر بعضها تماما، من بينها قرية تفغاغت الواقعة على بُعد حوالى 50 كيلومترا من بؤرة الزلزال، ونحو 60 كيلومترا جنوب غرب مراكش.

 المصدر/ وكالة الصحافة الفرنسية.

Comments are closed.

نحن لا نقوم بجمع بياناتك ولا نقوم ببيعها، نحن فقط نستخدم بعض الكوكيز التي قد تساعدنا في تطوير الموقع او تساعدك فيي الحصول على الصفحات بشكل أفضل موافق/ة إقرأ المزيد