من الحمص الى التكنولوجيا المتطورة: شركات إسرائيلية تسوّق لمنتجاتها في الإمارات

أحد أعضاء وفد التكنولوجيا الإسرائيلي يقف أمام ملصق يحمل صورة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في مقر المسرعات الحكومية في دبي في 27 أكتوبر 2020( فرانس برس/ارشيف / كريم صاحب)

عبق نيوز| الإمارات/ اسرائيل| لم يكن رجل الأعمال الإسرائيلي يوناتان بن حمزوغ يتوقع أن يعمل يوما على الترويج لتكنولوجيا حماية أشجار النخيل التي تتخصص بها شركته في أحد فنادق دبي. لكن هذا ما حصل الأسبوع الماضي خلال مشاركته في زيارة قام بها وفد أعمال إسرائيلي الى الإمارات بعد اتفاق تطبيع العلاقات بين البلدين.

ويوناتان بن حموزغ هو المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “أغرينت” المتخصصة في أجهزة الاستشعار الزلزالية لاكتشاف الحشرات التي تأكل أو تدمّر أشجار النخيل من الداخل. وقد سافر برفقة 13 من رجال الأعمال الإسرائيليين الآخرين، إلى الإمارات في رحلة استغرقت أربعة أيام نظمتها شركة “جيروزاليم فينتشر بارتيرز”.

قبل إعلان اتفاق التطبيع، كانت العلاقات بين الإمارات وقطاع التكنولوجيا المتفوقة المزدهر في إسرائيل سرية، لكن توقيع الاتفاق بين البلدين أخرجها إلى العلن، ويبدو أنها ستتوسع.

ووقّع البلدان اتفاق التطبيع برعاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يخوض الثلاثاء الانتخابات الرئاسية في بلاده.

ويقول مؤسس “جيروزاليم فينتشر بارتيرز” إريل مارغليت الذي ترأس الوفد الإسرائيلي إلى الإمارات “نحن نتعلم ونفتح أعيننا، ويتم تأسيس صداقات وعلاقات شخصية”.

ومارغليت واحد من كبار أصحاب رؤوس الأموال في إسرائيل، ويدعم أكثر من 150 شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا. ويصر الملياردير الإسرائيلي على أن الشراكات الاقتصادية مع الإمارات في قطاعات المال والتكنولوجيا والغذاء، ستكون ذات مردود كبير على إسرائيل.

ويتوقع أن تكون الإمارات بوابة إسرائيل الى الأسواق العربية التي لا تزال بعيدة عن الدولة العبرية.

ويقول مارغليت “يمكن لإسرائيل الآن العمل مع المنطقة بدلا من الانغلاق عليها، إنها فرصة كبيرة بالنسبة لنا”، مضيفا “نريد استخدام هذا الاختراق لبدء مرحلة جديدة في المنطقة”.

-“في العلن”-

وصل الوفد الإسرائيلي إلى دبي الأسبوع الماضي على متن طائرة خاصة، وأقام في أحد أفخم الفنادق في وسط الحي المالي في دبي، واجتمع مع قادة الأعمال الإماراتيين والمسؤولين الحكوميين.

وضم وفد الشركات رجل أعمال فلسطينيا من القدس الشرقية، ومسؤولا سابقا في الموساد تحوّل إلى رجل أعمال وعالم نباتات لديه خبرة في المحاصيل الصحراوية. وسبق أن زار الرجلان الإمارات قبل إعلان اتفاق تطبيع العلاقات، وعملا خلف الكواليس على تعزيز العلاقات بين البلدين.

وإلى جانب فعاليات تشبيك العلاقات التي شهد بعضها تعقيدات بسبب القيود المتعلقة بفيروس كورونا المستجد، عقد المندوبون اجتماعات خاصة مع الشركاء المحتملين، وتخللت الزيارة مشاهدة معالم المدينة خلال الاستراحات.

ويشير محمد منديل، مدير العمليات لمبادرة “الشركاء الاستراتيجيين” التابعة لمجموعة “رويال جروب” الاستثمارية ومقرها أوظبي، إلى منتج الحمص البودرة العالي البروتين الذي تصنعه شركة “إنوفو برو” الإسرائيلية، كأحد المنتجات التي يمكن التعاون حولها على مستوى المنطقة.

ويرى منديل أن الشركات الإسرائيلية يمكن أن تكون شريكة قوية، لأنها تفهم الشرق الأوسط، بما في ذلك السعي لتحقيق الأمن الغذائي في بيئة زراعية صعبة غالبا. كما بإمكانها، في رأيه، أن تكون جسر سلام بين الأمم.

ويعتقد منديل أن “الاقتصاد سيقود السياسة (…) تحرّك الاقتصاد وبعدها تسير كل الأمور بشكل إيجابي”.

وكان الإسرائيلي رونين يهوشع يتعامل مع دبي حتى قبل اتفاق تطبيع العلاقات، من خلال طرف ثالث يمثل شركته “مورفيسيك” للأمن السيبراني. الآن، أصبح بإمكانه “الانتقال من الظل إلى النور”، وسيمكنه وجوده في الإمارات من اكتشاف السوق المحلية.

ويقول يهوشع “فقط عندما تصل إلى مكان ما، يمكنك أن تفهمه بشكل أفضل وأعمق”.

بالنسبة الى آرشي أيوب زافيري، الرئيس التنفيذي لشركة “تراست ويذ تريد” التي تتخذ من دبي مقرا، “في نهاية المطاف، نحن نملك موارد تقليدية، النفط أو غيره من السلع، ونسعى الى معرفة كيف يمكن الإفادة من هذه الموارد مع أفضل دعم رقمي ممكن”.

ويأمل زافيري، وهو أيضا مستشار للعائلة المالكة، في “أن نصل الى وقت يصبح فيه من الطبيعي بالنسبة إلينا، إدراج شركات بعضنا البعض في البورصات الخاصة بنا”.

-أصدقاء أولا-

وشدد الوفد الذي يسعى إلى العثور على شركاء تجاريين، على أن الاتفاقات التجارية وسيلة لترسيخ السلام بين الدول.

وفي طريقه إلى دبي، قال مارغليت للوفد “أنتم مندوبو إسرائيل الحقيقيون”. وأضاف لدى وصوله دبي “أحترم السياسيين لقيادتهم وعقدهم اتفاق سلام”.

وأشار مارغليت إلى أهمية التطبيق العملي، إذ قال “الآن نحن بحاجة إلى الإتيان بالمحتوى”.

وتقول الرئيسة التنفيذية لشركة “إنوفو برو” تالي نيشوشتان إن الحمص الذي يمكن استخدامه لصنع الأطعمة المختلفة بما في ذلك المثلجات وشطائر البرغر النباتية، كان منتجا جذابا في عالم “يبحث عن بدائل”.

وبالنسبة لها، فإن افتتاح مصنع في الإمارات يمكن أن يوفر للسوق المحلية هذا النوع من البروتين بشكل دائم، فتصبح الدولة “بوابة إنتاج” إقليمية.

وترى نيشوشتان أنه من السابق لأوانه التحدث عن صفقات خلال هذه الزيارة السريعة. وتقول “جئنا لتكوين صداقات، وسيتبعها العمل (…) نحن لسنا قلقين”.

المصدر / فرانس برس العربية .

من الحمص الى التكنولوجيا المتطورة: شركات إسرائيلية تسوّق لمنتجاتها في الإمارات

Comments are closed.

نحن لا نقوم بجمع بياناتك ولا نقوم ببيعها، نحن فقط نستخدم بعض الكوكيز التي قد تساعدنا في تطوير الموقع او تساعدك فيي الحصول على الصفحات بشكل أفضل موافق/ة إقرأ المزيد