ماي تدافع عن مشروع الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي بشأن بريكست

لقطة من مقطع فيديو بثته وحدة الإعلام في البرلمان البريطاني تظهر فيها رئيسة الوزراء تيريزا ماي تلقي كلمة في مجلس العموم في لندن في 22 نوفمبر 2018 / فرانس برس / عبق نيوز /-

عبق نيوز| بريطانيا / الأتحاد الأوروبي | أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الخميس أن مفاوضات بريكست باتت في مرحلة “حاسمة”، قبل ثلاثة أيام من قمة يفترض أن تصادق على اتفاق الانفصال والإعلان السياسي حول العلاقة المستقبلية بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.

وقالت ماي في مجلس النواب إن “المفاوضات بلغت الآن لحظة حاسمة” داعية إلى “تركيز كل جهودنا على التعاون مع شركائنا الأوروبيين من أجل إنجاز هذه الآلية بعد أجل بما يخدم مصلحة جميع المواطنين”.

ومن المشكلات التي لا يزال يتعين تسويتها لإنجاز هذه المفاوضات البالغة التعقيد قبل حوالى أربعة أشهر من خروج بريطانيا المقرر في 29 مارس 2019، مصير جيب جبل طارق البريطاني في إسبانيا وحقوق صيد السمك للأوروبيين في المياه البريطانية.

وأكدت ماي “سنحمي السيادة البريطانية على جبل طارق” بعد بريكست، وذلك غداة مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز.

وهددت إسبانيا بمعارضة أي اتفاق حول بريكست إذا لم يمنحها بشكل صريح حق الفيتو في المفاوضات المستقبلية حول مصير الجيب الواقع في جنوب إسبانيا، ما حمل رئيس السلطات المحلية في جبل طارق على الرد متهما مدريد بـ”التلويح” بالوعيد في المفاوضات حول هذه المسألة.

وكتب سانشيز على تويتر قبل وصوله إلى هافانا الخميس “بعد محادثاتي مع تيريزا ماي، تبقى مواقفنا بعيدة. ستدافع حكومتي دائماً عن مصالح إسبانيا. إذا لم يحدث أي تغيير، سنستخدم الفيتو” لتعطيل الاتفاق حول بريكست.

كما تطرقت تيريزا ماي إلى مسألة السماح للسفن الأوروبية مستقبلا بدخول المياه الإقليمية البريطانية، في وقت تصر بعض الدول الأوروبية مثل فرنسا على التأكيد بوضوح على الرابط بين إمكانية دخول الاسماك البريطانية إلى السوق الأوروبية وإمكانية دخول الأوروبيين المياه الإقليمية البريطانية.

وقالت ماي بهذا الصدد “رفضنا إقامة أي رابط بين دخول مياهنا الإقليمية والوصول إلى الأسواق” مضيفة “سنتفاوض في إمكانية الدخول والحصص على أساس سنوي كما تفعل دول ساحلية مستقلة أخرى” ذاكرة مثل النروج وإيسلندا.

— “شراكة واعدة” —

رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي تدلي بتصريحات أمام مقرها في داونينغ ستريت بوسط لندن في 22 نوفمبر 2018 ، تصوير :بن ستانسال / فرانس برس .

 

ووزع مشروع “إعلان سياسي” من 26 صفحة أعده فريقا التفاوض على العواصم الأوروبية الخميس، غداة زيارة خاطفة لماي إلى بروكسل.

وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك الأحد خلال قمة في بروكسل إن النص “تم الاتفاق عليه على مستوى المفاوضين والقبول المبدئي به على المستوى السياسي بشرط موافقة القادة” عليه خلال قمة خاصة تعقد الأحد في بروكسل.

وستُضم الوثيقة إلى “اتفاق انسحاب” المملكة المتحدة الواقع في نحو 600 صفحة والقاضي بفك الروابط التي بنيت خلال أربعين عاما منذ انضمام بريطانيا إلى الاتحاد.

والإعلان السياسي الذي اطلعت عليه فرانس برس “يحدد أسس شراكة واعدة وموسعة ومعمقة ومرنة” في مجالات التجارة والسياسة الخارجية والدفاع والامن.

وينطوي النص الذي لن تكون له قيمة قانونية، على بعد سياسي قوي وهو يهدف إلى تحديد إطار لمفاوضات جديدة لن تبدأ إلى بعد الانفصال المقرر في 29 مارس 2019.

واتفق مفاوضو الطرفين على إمكانية تمديد الفترة الانتقالية ما بعد بريكست لمدة تصل إلى سنتين بعد نهاية 2020، التاريخ المحدد أساسا في اتفاقية الانسحاب.

وخلال الفترة الانتقالية، تواصل بريطانيا تطبيق قواعد الاتحاد الأوروبي كما تستمر في دفع مساهماتها المالية. وسجل الجنيه الاسترليني ارتفاعا بأكثر من 1% الخميس مقابل الدولار بعد الإعلان عن التقدم في المفاوضات حول بريكست.

غير أن هذا التقدم أثار انتقادات لاذعة حتى داخل الغالبية المحافظة الحاكمة. وعلق النائب المحافظ مارك فرنسوا العضو في مجموعة الأبحاث الأوروبية، كتلة نواب محافظين مشككين في أوروبا، أن “اتفاق الانسحاب لن يمر أبدا أمام مجلس العموم”.

— “توازن دقيق” —

رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي تستقبل المستشار النمساوي سيباستيان كورتز خارج مقرها في داونينغ ستريت بوسط لندن في 22 نوفمبر 2018 ، تصوير : بن ستانسال / فرانس برس .


 

وتعود ماي السبت إلى بروكسل لإنجاز تفاصيل المفاوضات عشية القمة. وشددت عدة دول أوروبية في الكواليس على وجوب تسريع المفاوضات ومنح العواصم مهلة كافية للنظر في الوثائق، وإلا فقد يتم تأجيل القمة، بحسب ما حذر عدة دبلوماسيين.

وقال مصدر دبلوماسي إن “فرنسا وألمانيا متفقتان على أنه لا ينبغي إجراء مفاوضات خلال المجلس الأوروبي (الأحد) ويجب بالتالي أن تكون النصوص جاهزة مسبقا”.

وأوضح مصدر دبلوماسي آخر “إنه توازن يصعب إيجاده”، فالدول الـ27 لا تريد نصا يوزع “في اللحظة الأخيرة” لكنها “تدرك أن ماي بحاجة إلى بعض التشويق لتثبت أنها تفاوضت حتى اللحظة الأخيرة”.

المصدر / فرانس برس العربية .

ماي تدافع عن مشروع الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي بشأن بريكست

Comments are closed.

نحن لا نقوم بجمع بياناتك ولا نقوم ببيعها، نحن فقط نستخدم بعض الكوكيز التي قد تساعدنا في تطوير الموقع او تساعدك فيي الحصول على الصفحات بشكل أفضل موافق/ة إقرأ المزيد