في باماكو تزدهر فكرة استعادة السيادة مع الأزمة مع باريس

آليات عسكرية مالية في تمبكتو في 9 سبتمبر 2021 afp_tickers

عبق نيوز| مالي/ باماكو | في أحد شوارع العاصمة المالية، يتجادل أمبونغو غويندو وبلال با وهما جالسَين أمام منزليهما، بحدة منذ ثلاثين دقيقة. فهما يتناقشان في السياسة والأزمة بين باريس وباماكاو، وفي التدخل الروسي في بلدهما الذي تمزقه نزاعات.

يقول الأول إن “قصصك عن الروس هناك هراء! كيف يمكنهم حل المشكلة بألف؟” مشيرا إلى العدد المفترض للمرتزقة الروس الذين يمكن أن ينتشروا في مالي. ويرد الثاني “سيأتون وسيكون أداؤهم أفضل من فرنسا”.

لا يتراجع أي من الرجلين الجالسين في واحد من آلاف أماكن المناقشات حول كأس الشاي في أزقة ترابية. لكن حججهما تتمحور حول مسألة واحدة تشغلهما هي قضية السيادة الوطنية.

ومع التوتر بين مالي وفرنسا تشكل هذه القضية صلب النقاش العام.

وفي أجواء متشنجة أساسا بسبب أزمة أمنية لا حل ظاهرا لها وانقلابين خلال عام واحد، تفاقم توتر العلاقات بين مالي وفرنسا منذ منتصف سبتمبر مع كشف أن السلطات المالية الخاضعة لسيطرة الجيش، تجري مفاوضات مع شركة فاغنر الروسية للمرتزقة التي تواجه انتقادات.

وهذا التعاون يتعارض مع جهود باريس لانتشار جنود فرنسيين في مالي يقاتلون الجهاديين.

وتصاعد التوتر بشكل غير مسبوق منذ بدء العملية الفرنسية في 2013 عندما وصف رئيس الوزراء المالي شوغيل كوكالا مايغا في 25 سبتمبر على منبر الأمم المتحدة الخطة الفرنسية لخفض وجود عسكرييها ب”التخلي في أوج العملية”.

ولم يتقبل المسؤولون الفرنسيون هذه الكلمات بسهولة. وجاء رد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أعلن أن شرعية الحكومة المالية “معدومة ديموقراطيا” واتهم القادة بعدم العمل منذ أشهر، وهذا ما لم يتقبله المسؤولون الماليون.

ومن دون التخلي عن “القضايا الجوهرية”، بدا مايغا في مقابلة مع وكالة فرانس برس، حريصا على تطهير الأرض.

– شعبوية –

قال مايغا إن “مالي وفرنسا تمثلان زوجين قديمين، وتحصل في بعض الاحيان مشاجرات عائلية لكنني لا أعتقد أن الأمر سينتهي بالطلاق”.

كان الوجود العسكري لفرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، موضوع تعليقات عدائية بشكل منتظم في الشارع وعبر مواقع التواصل الاجتماعي. كما تنظم أيضا احتجاجات دورية ضد الجيش الفرنسي يرفع فيها المتظاهرون الأعلام الروسية.

ويبدو أن فكرة استحالة روسيا ملاذا تعززت منذ وصول الجيش إلى السلطة عام 2020.

وتتّبع السلطات “إستراتيجية شعبوية” معارضة لكل من فرنسا وروسيا منذ 24 مايو عندما أطاح الجيش السلطات المدنية الانتقالية ليتولى الرئاسة ثم عين مايغا رئيسا للوزراء، كما يستذكر الباحث بوبكر حيدرة.

وأضاف أن الجيش بعث برسالة مفادها أنه أطاح الرئيس الانتقالي لأنه “تواطأ مع فرنسا” و”منع شراء أسلحة من روسيا”.

وفي ظل غياب استطلاعات موثوقة في هذا البلد الشاسع الذي يسيطر الجهاديون على مساحات واسعة منه، من الصعب تقييم نظرة معظم الماليين إلى الفرنسيين والروس فضلا عن شعبية السلطات من عدمها.

– استراتيجية مجدية –

وضع روسيا في مواجهة فرنسا “استراتيجية تعمل بشكل جيد جدا” و”قد وجدت صدى إيجابيا في الداخل” وفق بوبكر حيدرة الذي أكد أن “التدخل الفرنسي لم يحسن الوضع الأمني فعليا”.

في المناطق التي تشهد صراعات، يبدو أن للنقاش صدى أقل.

وقال ناشط من غاو عمل في الماضي من أجل عودة الدولة عندما كان يسيطر الجهاديون على المدينة “لقد وعدنا هؤلاء الكولونيلات ببدء العمل. نريدهم فقط أن يفعلوا ذلك” مضيفا “سيطلب ذلك وجود شركاء، روس أو فرنسيون… لكن إذا كانوا وحدهم سيكون الامر مستحيلا”.

وأكد رئيس الوزراء السابق موسى مارا أن السكان “يركزون أكثر على مسألة الأمن والحصول على دخل وإعالة أسرهم، على غرار 95 في المئة من الماليين”.

وتابع “هناك حماوة. ستنخفض لكنها ستكون قد أحدثت أضرارا وأثارت عدم ثقة”.

وفيما يتبادل القادة في باماكو وباريس الانتقادات اللاذعة، يواصل الجهاديون شن هجماتهم.

في 28 سبتمبر، أسفر هجوم على قافلة لشركة تعدين عن مقتل خمسة من عناصر الامن في غرب مالي، وهي منطقة كانت بمنأى نسبيا عن الاضطرابات في شمال البلاد ووسطها.

والخطر لم يعد يستثني أحدا.

وقال بلال با وهو جالس أمام منزله “فيما نتحدث، الجهاديون يتحركون”.

 المصدر / فرانس برس العربية .

في باماكو تزدهر فكرة استعادة السيادة مع الأزمة مع باريس

Comments are closed.

نحن لا نقوم بجمع بياناتك ولا نقوم ببيعها، نحن فقط نستخدم بعض الكوكيز التي قد تساعدنا في تطوير الموقع او تساعدك فيي الحصول على الصفحات بشكل أفضل موافق/ة إقرأ المزيد