سكان يواجهون ازمة غذاء إلى جانب الخوف من الهجمات الجهادية في النيجر

سكان جاؤوا للاستماع إلى رئيس النيجر محمد بازوم خلال زيارته بلدة سارا كويرا، غرب النيجر، في 11 سبتمبر 2021 afp_tickers

عبق نيوز| النيجر /  نيامي| تجري حياة ميمونة موكايلا اليومية على وقع الهجمات الجهادية الدامية، على غرار الكثير من سكان أنزورو، في غرب النيجر، حيث قام “الارهابيون بقتل أزواجنا واحراق مؤوننا ونهب ماشيتنا”، ما يهدد بحدوث أزمة غذاء.

وتقول المرأة التي وضعت وشاحا ابيض متنهدة “انتفت حياتنا”.

تضم أنزورو خمسين قرية وبلدة صغيرة، وهي جزء من منطقة تيلابيري الشاسعة ( 100 ألف كيلومتر مربع) وغير المستقرة، الواقعة على تخوم المثلث الحدودي بين النيجر وبوركينا فاسو ومالي التي تشهد منذ سنوات هجمات دامية تقوم بها الجماعات الجهادية المرتبطة بالقاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية.

في الأشهر الأخيرة، تصاعدت الهجمات التي ينفذها في الغالب مهاجمون يستقلون دراجات نارية ضد المدنيين في هذه المنطقة ذات الوديان المكسية بغابات كثيفة.

يقول عبدو أومارو المتحدر من غادابو، وهي قرية أخرى مستهدفة، لوكالة فرانس برس “ننام ونحن نرتجف خوفا ونرتعد عند سماع هدير محرك”.

وتشير ميمونة موكايلا إلى أن “الممرضين والمعلمين لم يعودوا يرغبون في البقاء، خوفا على حياتهم” و “الكثير من النساء فقدن أطفالا رضعاً بسبب غياب المساعدة الصحية”.

أكد رئيس بلدية أنزورو، خاليدو زيبو، وهو يرتدي وشاحاً بألوان علم النيجر أن “عمليات السرقة والنهب والحرائق في مخازن الحبوب والاغتيالات المستهدفة مستمرة. الإرهابيون يطلقون النار على أي شيء يتحرك بما في ذلك الأطفال”.

– “إرهابيون اللعينين”-

في مارس، أعادت السلطات إسكان 12 ألف شخص كانوا فروا إلى تيلابيري، عاصمة الاقليم، بعد سلسلة من الهجمات والإنذارات التي وجهتها الجماعات الجهادية.

ونُشر منذ ذلك الحين جنود مدججون بالسلاح لحماية السكان.

ولكن لا يبدو أن الحياة عادت إلى مسارها الطبيعي، وفق ما أورد مراسل وكالة فرانس برس، في مطلع سبتمبر.

تعود آخر مجزرة وقع ضحيتها المدنيون في أنزورو إلى 21 أغسطس، في قرية ثيم، حيث قتل مسلحون “جاؤوا سيرا على الأقدام”، 19 شخصا في أحد المساجد.

ودفع الهجوم، المصحوب بإنذار من المهاجمين لإخلاء الموقع، نحو الفي شخص من عدة قرى خارجة عن سيطرة الجيش إلى اللجوء في سارا كويرا، بحسب السلطات.

وتوضح خديجة سبتي، رئيسة جمعية نساء أنزورو، التي وضعت حجابا أرزق اللون “تم قتل أولئك الذين تجرأوا على الذهاب إلى الحقل، أنهم (المهاجمون) يتعقبوننا في الأكواخ وحتى في المساجد”.

ويقول مامودو سابو، ذو اللحية البيضاء القصيرة مرتديا زيا تقليديا أصفر اللون إن “حقولنا بعيدة، لم نتمكن من زراعتها، بسبب الخوف، ولجأنا جميعاً إلى القرى التي يحميها الجيش”.

لجأ هذا المتحدر من قرية مجاورة إلى سارا كويرا ليحظى بحماية الجيش. وهو يدعو السلطات إلى “الإسراع بتعزيز الأمن” و”تطهير المنطقة من هؤلاء الإرهابيين اللعينينن”.

– اقتلاع المشكلة “من جذورها” –

ويرحب المزارع بتضامن سكان سارا كويرا الذين قدموا قطع أرض للفلاحين الفقراء حتى يتمكنوا من زراعة الدخن والذرة والفاصوليا، إلا أنه يأسف لحالة العوز التي وصل إليها.

ويوضح “كنت أزرع أرضا مساحتها عشرة هكتارات، أخبروني كيف سأطعم الآن أولادي الأحد عشر؟”.

ويحذر رئيس البلدية من أن “أزمة غذاء تلوح في الأفق”.

ودعا نواب منطقة تيلابيري إلى زيادة الإجراءات الأمنية مشيرين إلى أن المسلحين أصبحوا يشنون هجماتهم “على الجمال والدراجات الهوائية”.

في أول زيارة له إلى هذه المنطقة منذ انتخابه في نهاية فبراير، وعد رئيس النيجر محمد بازوم السبت بمواصلة المساعدات الغذائية بالإضافة إلى وضع نظام أمني أكثر تشددا.

أعلن رئيس الدولة أمام سكان سارا كويرا نيته اقتلاع “المشكلة من جذورها” عبر “إغلاق باب إيناتيس”، أقرب بلدة إلى مالي “التي يأتي منها الإرهابيون”.

في العاشر من ديسمبر 2019، قُتل 71 جندياً نيجيريا في هجوم جهادي استهدف بلدة إيناتس.

وفي بلدة تونديكيويندي، القريبة من إيناتس، قُتل مئة مدني في يناير الماضي على أيدي مسلحين يقودون دراجات نارية قبل أن يفروا إلى مالي المجاورة.

وفي المنطقة نفسها، قُتل أربعة جنود أميركيين من القوات الخاصة وخمسة جنود نيجيريين العام 2017 في كمين نصبه تنظيم الدولة الإسلامية.

أكد بازوم أنه منذ ذلك الحين “تغير ميزان القوى بشكل كبير” لصالح الجيش ضد الجماعات الجهادية.

واعتبر أن ذلك سبب لجوء “الإرهابيين” إلى “مهاجمة السكان الأبرياء العزل” و “ارتكابهم مذابح على نطاق واسع” في القرى النائية.

 المصدر/ فرانس برس العربية.

سكان يواجهون ازمة غذاء إلى جانب الخوف من الهجمات الجهادية في النيجر

Comments are closed.

نحن لا نقوم بجمع بياناتك ولا نقوم ببيعها، نحن فقط نستخدم بعض الكوكيز التي قد تساعدنا في تطوير الموقع او تساعدك فيي الحصول على الصفحات بشكل أفضل موافق/ة إقرأ المزيد