مهرجان ملاقاة الربيع في سوكنة دعوة للتعايش السلمي في ليبيا

[ad id=”1163″]

#عبق_نيوز| ثقافة وفنون | كعادتها كل عام تستعد مدينة سوكنة إحدى مدن بلدية الجفرة  الواقعة في وسط ليبيا ، لانطلاق فعاليات مهرجان ” ملاقاة الربيع للتراث ” ، وذلك يومي الثامن والتاسع عشر من شهر مارس الجاري . وبحسب المنظمين فإن مهرجان هذا العام  تحت شعار ” نتوافق لنتعايش ” في مسعى بأن ينعكس هذا الحدث الثقافي والإجتماعي إيجابا على ليبيا من أجل تحقيق السلام والاستقرار والتناغم الاجتماعي وتحقيق المصالحة الوطنية.

ومهرجان ملاقاة الربيع حدث سنوي قديم متجدد يحتفي فيه أهالي مدينة سوكنة بقدوم فصل الربيع ، وتشتمل فعالياته التي ستقام بقصر سوكنة التاريخي ، على المعارض التراثية المتنوعة والمحاضرات والسهرات الفنية والثقافية والعادات والتقاليد التي تتميز بها مدينة سوكنة بمشاركة عدد من المنظمات الثقافية و منظمات المجتمع المدني في بعض المدن الليبية .

لمحة تاريخية .

و يذكر أن مدينة سوكنة قاطبة تحتفل بدخول فصل الربيع منذ فترة العهد العثماني الثاني ، وربما كان هذا الأحتفال من التراث الذي يرجع لفترة قديمة فقد  ذكرت بعض المراجع التاريخية أن أحد الرحالة زار مدينة سوكنة في فصل الربيع خلال العهد القرمانلي ، و تحديداً سنة 1819 م ، ووجد الأهالي يحتفلون بهذه المناسبة ، ويجري الاستعداد لها قبل أيام قليلة من دخول فصل الربيع، فتبدأ كل أسرة بتجهيز كعك سوكنة و الغريبة و البقلاوة و الحلويات على مختلف أنواعها ، وجرت العادة بأن ينصب الأهالي خياماً صغيرة من القماش على أسطح منازلهم ويزينوها بالبسط وجريج النخل ويرفعوا عليها رايات ملونة ، وبذلك تبدو الخيام وقد غطت جميع أسطح المنازل ، ويطلق على تلك الخيام الصغيرة أسم ” قبة ” ، كما تذكر بعض المصضادر التاريخية أنه وفي صباح يوم الخامس عشر من شهر فبراير يقف السكان فوق السطوح في تلك الخيام استعداداً لملاقاة الربيع ثم يرددون هذه الأغنية : ” مرحبابك يا ربيع ، بالصحة والعافية ، والعمة اللي ضافية ، وتربح تربح يا شتاء، واجعل عقبـتـك دفاء ” .

ويأخذ الأبناء ” عمائر” وهي عبارة عن صحون مزخرفة مصنوعة من سعف النخيل على هيئة طبق ثم يضعونها فوق السطوح لكي تستقبل الربيع ، وفي الليلة ذاتها يملأ الآباء هذه العمائر بالحلوى والكعك وبعض التمور وعندما يقوم الأطفال صباحاً يتباهون فيما بينهم بما تحتوي عليه عمائرهم ويأخذون في قذف الحلوى والتمور على من يمر بمنازلهم من الفقراء والمساكين في ذلك اليوم ، وفي اليوم الثالث يصنع الأهالي خبز القصب ويلتقي الأقارب في بيت واحد ويتناولون وجبة ( هريسة العيد ) وهي عبارة عن خبز جاف يسقى بالطبيخ ، وفي بقية أيام الأسبوع يخرج الأهالي من منازلهم إلى المزارع القريبة من المدينة ، أما أهل البادية فيتجهون إلى ( البر ) حيث الأودية والسهول وتقام الولائم  وتقدم بعض الرقصات الشعبية مثل الأراجيح وهي عبارة عن حبل يشد بين نخلتين ، وذلك ابتهاجاً بالربيع ، وفي اليوم الأخير من الاحتفال تجري في قلب المدينة لعبة ” المصارعة ”  يشهدها جميع السكان فضلاً عن المشايخ والأعيان ، وتبأ المصارعة بين الشباب حيث يلتقي كل مصارع بآخر وهكذا ثم تقام التصفية النهائية والأخيرة والذي يهزم أقرانه يحمل على الأعناق ويطاف به بين الفتيات فيزغردن ويغنين: ” لا قوة إلا بالله ، وعلى النبي صلى الله ” .

متابعة و تحرير  / عبد الله قدورة .

تصميم الصورة و الغلاف / أسامة الفيض .

[ad id=”1161″]

مهرجان ملاقاة الربيع في سوكنة دعوة للتعايش السلمي في ليبيا

 

Comments are closed.

نحن لا نقوم بجمع بياناتك ولا نقوم ببيعها، نحن فقط نستخدم بعض الكوكيز التي قد تساعدنا في تطوير الموقع او تساعدك فيي الحصول على الصفحات بشكل أفضل موافق/ة إقرأ المزيد