كييف تؤكد أنها ستتسلم 120 دبابة ثقيلة على الأقلّ وموسكو تعلن السيطرة على قرية في شرق أوكرانيا

جنديان أوكرانيان يصمّان آذانهما بعد ضربهما مواقع روسية قرب خط الجبهة في منطقة دونيتسك في 31 يناير 2023 afp_tickers

عبق نيوز| أوكرانيا / كييف | أعلنت أوكرانيا الثلاثاء أن الدول الغربية تعهّدت تسليمها “120 إلى 140″دبابة ثقيلة للتصدي للجيش الروسي الذي كثّف هجومه في الفترة الأخيرة معلنًا السيطرة على قرية جديدة قرب باخموت أحد مراكز القتال شرقًا.

وسبق أن أشارت كييف إلى أنها تحتاج إلى المئات من هذه الدبابات والصواريخ البعيدة المدى والطائرات لتتمكن من شنّ هجمات مضادة وحتى استعادة الأراضي الأوكرانية التي يحتلّها الروس.

من جانبه، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء أنه سيبحث مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الأمر. وقال بايدن لصحافيين “سنتحدث” بهذا الشأن، بعدما رد بـ”لا” على سؤال طرح عليه في البيت الأبيض حول تأييده إرسال مقاتلات من طراز “أف-16” إلى أوكرانيا.

بعد الكثير من المماطلة، قرر الأميركيون والألمان إرسال العشرات من أحدث دباباتهم إلى كييف، لكنهم رفضوا حتى الآن تسليمها طائرات وصواريخ بعيدة المدى.

– تردد غربي –

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في مقطع فيديو على فيسبوك “في الدفعة الأولى من المساهمات، ستتلقى القوات الأوكرانية 120 إلى140 دبابة حديثة غربية”، مذكّرا بأن هذه الدبابات هي من طراز ليوبارد 2 الألمانية وتشالنجر 2 البريطانية وأبرامز الأميركية.

وهذه المرة الأولى التي تكشف فيها كييف عن عدد هذه الدبابات التي تعهّد حلفاؤها الغربيون تقديمها لها.

وتنوي بريطانيا إرسال دبابات تشالنجر أواخر مارس، فيما تعتزم ألمانيا تسليم كييف أول دبابات ليوبارد “أواخر مارس-مطلع أبريل” وأعلنت واشنطن إرسال 31 دبابة أبرامز. وتعتزم دول أوروبية أخرى مثل بولندا إرسال أيضًا دبابات ليوبارد.

لكن عملية التسليم قد تستغرق أشهرًا، وفق مصادر دبلوماسية، بين عمليات الإصلاح والصيانة، بالإضافة إلى تدريب الجنود الأوكرانيين على استخدامها.

وتتردد بعض الدول، مثل فرنسا، في هذه المرحلة في إرسال مخزونها من الدبابات الثقيلة إلى أوكرانيا خشية إضعاف قدراتها العسكرية.

في المقابل، أعلنت فرنسا الثلاثاء أنها ستسلم أوكرانيا 12 مدفعًا إضافيًا من نوع سيزار من عيار 155 ملم، تضاف إلى 18 قطعة سبق وسلمتها باريس لكييف.

لكن هذه المدافع العالية الدقة يصل مداها إلى 40 كيلومترا، فيما تطلب كييف مدافع يتجاوز مداها المئة كيلومتر لتتمكن من تدمير خطوط الإمدادات ومستودعات ذخيرة الروس.

ويخشى الغربيون من أن يدفع دعم عسكري أكبر لكييف، الكرملين إلى التصعيد في حين تعتبر موسكو أن الأميركيين والأوروبيين أعلنوا حربًا بالوكالة عليها.

ويعتبر مراقبون كثرٌ أن كل من موسكو وكييف يحضّر هجومًا أواخر الشتاء أو في الربيع.

على الأرض، تبدو القوات الروسية مصممة على أخذ زمام المبادرة من جديد، بعد النكسات التي تكبّدتها في الخريف الماضي والتي أجبرتها على الانسحاب من شمال شرق البلاد وجنوبها.

وضاعفت قوات موسكو جهودها خصوصًا لمحاولة السيطرة على مدينة باخموت التي تشهد معارك شرسة منذ الصيف الماضي وقد سجّل فيها دمار هائل وخسائر عسكرية كبيرة جدًا.

– بلدة مدمّرة –

وتقود مجموعة فاغنر الروسية المسلحة الهجوم على باخموت وقد أعلنت الأسبوع الماضي السيطرة على بلدة بلاهوداتني.

لكنّ وزارة الدفاع الروسية أعلنت من جانبها الثلاثاء في مؤتمرها الصحافي اليومي عن الوضع الميداني في أوكرانيا، “تحرير قرية بلاهوداتني” إثر هجوم شنّته “وحدات هجومية مؤلفة من متطوّعين” بدعم جوي ومدفعي.

والمتطوّعون هي الكلمة التي تستخدمها روسيا عندما تتحدث عن أفراد مجموعات مسلحة تقاتل إلى جانب الجيش.

وكان رئيس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين قد أعلن السبت السيطرة على قرية بلاهوداتني، الأمر الذي نفته كييف.

وسبق أن سيطرت المجموعة هذا الشهر على مدينة سوليدار بعدما تكبّدت خسائر فادحة، إضافة إلى بلدات مجاورة.

غير أنّ القوات الأوكرانية تؤكد أن باخموت لا تزال تحت سيطرتها.

وقال متحدث عسكري أوكراني سيرغي تشيريفاتي إن “القوات الروسية غير قادرة على قطع طريق إمدادات القوات المسلحة” الأوكرانية.

وأطلقت القوات الروسية هجومًا على بعد 150 كيلومترا نحو الجنوب للسيطرة على مدينة فوغليدار التي كانت تعدّ 15 ألف نسمة قبل اندلاع الحرب والواقعة في جنوب غرب دونيتسك.

على بعد عشرات الكيلومترات نحو شمال سوليدار، أفاد صحافيون في وكالة فرانس برس الثلاثاء أن بلدة بوغويافلينكا مدمّرة بشكل كبير ومحرومة من الكهرباء والمياه، وقد شهدوا على تبادل ضربات مدفعية عنيفة.

وأعلن رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميغال الثلاثاء أنّ قمّة بين أوكرانيا والاتّحاد الأوروبي ستعقد في كييف الجمعة غداة “مشاورات حكومية” ستجري بين أوكرانيا والمفوضية الأوروبية و”ستكون الأولى في تاريخنا”.

من جهة أخرى، اتّهمت منظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية الثلاثاء أوكرانيا باستخدام قواتها ألغاما محظورة ضد القوات الروسية خلال معركة تحرير إيزيوم (شرق) التي احتلها الروس لقرابة ستة أشهر واستعادتها كييف في سبتمبر.

وكتبت هيومن رايتس ووتش “يجب على أوكرانيا أن تحقّق في استخدام قواتها الواضح لآلاف الألغام المضادة للأفراد التي نشرتها بواسطة صواريخ في مدينة إيزيوم وحولها عندما احتلت القوات الروسية المنطقة”، مضيفة في الوقت نفسه أن القوات الروسية استخدمت من جانبها ألغاما مماثلة في أجزاء كثيرة من أوكرانيا منذ بدء الغزو قبل نحو عام.

المصدر/ وكالة الصحافة الفرنسية.

Comments are closed.

نحن لا نقوم بجمع بياناتك ولا نقوم ببيعها، نحن فقط نستخدم بعض الكوكيز التي قد تساعدنا في تطوير الموقع او تساعدك فيي الحصول على الصفحات بشكل أفضل موافق/ة إقرأ المزيد