مقالات وكتاب الكاتب الدكتور جبريل العبيدي يكتب “عمليات نهب النفط الليبي”

الكاتب الدكتور جبريل العبيدي
وعن حماية عائدات النفط الليبية من الاختلاس، جاء في بيان السفارة الأميركية أن السفير نورلاند ونائب مساعد وزير الخزانة إريك ماير، بحثا مع محافظ مصرف ليبيا المركزي الجهود المشتركة لتعزيز الشفافية في مصرف ليبيا المركزي، لا سيما فيما يتعلق بالإنفاق العام. وأكد السفير نورلاند أن «الولايات المتحدة تشارك الليبيين قلقهم من إمكانية تحويل الأموال لدعم أغراض سياسية حزبية، أو تقويض السلام والأمن في ليبيا». وحث السفير ونائب مساعد وزير الخزانة ماير، محافظ مصرف ليبيا المركزي، على حماية عائدات النفط الليبية من الاختلاس لإعادة بناء الثقة بالمؤسسة والمساهمة في الاستقرار.
النفط الليبي يمثل 93 إلى 95 في المائة من إجمالي الإيرادات، ويغطي 70 في المائة من إجمالي الإنفاق العام، ولكن رغم الإنتاج وفارق ارتفاع أسعار برميل النفط، خصوصاً بعد بدء الحرب في أوكرانيا، وتوقف تدفق النفط الروسي نحو الأسواق الغربية، إلا أن حكومة الوحدة الوطنية عجزت حتى عن توفير الكتاب المدرسي للطلاب، مع انهيار تام في القطاعات الخدمية والصحية، حيث تعاني أغلب المستشفيات من العجز في توفير الحد الأدنى من الرعاية الصحية، والعجز المتكرر في توفير تطعيمات الأطفال وأدوية الأورام والكلى.
ولكن تبقى الحقيقة المرة، وهي أن حجم واردات النفط الليبي ضخمة مقارنة بما ينفق على الأرض في ليبيا، التي تكاد تكون أقرب إلى الصومال في البنية التحتية، مما يطرح تساؤلات كثيرة، بدءاً من زمن القذافي إلى اليوم، أين ذهبت عائدات النفط الليبي؟
وفي خطوة أخرى استفزازية ومخالفة للنظام المالي في الدولة الليبية، قامت المؤسسة الوطنية للنفط بتحويل مبلغ 6 مليارات دولار إلى حساب وزارة المالية التابعة للحكومة المقالة من قبل البرلمان الليبي، مما أثار ذلك الأمر غضب الأعيان بالمناطق المتاخمة للحقول والموانئ النفطية، الذين طالبوا بإيقاف الإنتاج والتصدير، حرصاً على المال العام.
إغلاق حقول وموانئ النفط يعد خطوة مؤلمة، ولكنها الحل الواقعي لمنع نهب مصدر ثروة الليبيين، طالما المؤسسة الوطنية للنفط والمصرف المركزي والحكومة ثالثهم لا تحمي أموال الليبيين من الاختلاس أو التهريب، سواء كان ذلك نفطاً خاماً أو مشتقات بترول أو أموالاً سائلة.

المصدر / صحيفة الشرق الأوسط الأوسط  في عددها الصادر يوم السبت – 22 شهر رمضان 1443 هـ – 23 أبريل 2022 مـ رقم العدد [15852] 

Comments are closed.

نحن لا نقوم بجمع بياناتك ولا نقوم ببيعها، نحن فقط نستخدم بعض الكوكيز التي قد تساعدنا في تطوير الموقع او تساعدك فيي الحصول على الصفحات بشكل أفضل موافق/ة إقرأ المزيد