أردوغان: اللقاء مع بايدن “إيجابي” ودعوته لزيارة تركيا

Turkish President Tayyip Erdogan meets with U.S. President Joe Biden on the sidelines of the NATO summit in Brussels, Belgium June 14, 2021. Murat Cetinmuhurdar/Presidential Press Office/Handout via REUTERS

عبق نيوز| تركيا / امريكا| قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الإثنين، إن لقاءه مع نظيره الأمريكي جو بايدن في بروكسل، “كان إيجابيا”، وإنه وجه له دعوة لزيارة تركيا.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي ببروكسل عقب مشاركته في قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، حيث تطرق أردوغان إلى قضايا تخص الحلف واللقاءات الثنائية التي أجراها على هامش القمة.

وشدد الرئيس أردوغان أن “على الناتو الاضطلاع بدور فاعل في كل مكان تكون فيه حاجة لمظلة الحلف الأمنية من البحر المتوسط إلى البحر الأسود ومن أوروبا إلى آسيا”.

وأضاف: “قررنا اتخاذ خطوات من شأنها تعزيز البعد السياسي للناتو مع جعله أقوى عسكريا”.

وأشار إلى أن الدعم القوي من قبل الحلف للعمليات التي تنفذها تركيا خارج حدودها، وتساهم في أمن حلفائها، هو واجب وليس اختيارا.

وأردف: “من الآن فصاعدا نتمنى أن يترك كافة حلفائنا الحسابات السياسية الضيقة جانبا وأن يظهروا تضامنا تاما مع تركيا”.

ومضى أردوغان قائلا: “في خطابي بالقمة والاجتماعات الثنائية أكدت بوضوح ضرورة إنهاء الدعم المقدم لتنظيم ب ي د/ بي كا كا الإرهابي”.

وأعرب عن أسفه لاستمرار “المفهوم المنحرف الذي يميز بين المنظمات الإرهابية ويقوم بالتصنيف على أساس إرهابي جيد وآخر سيء”.

وشدد الرئيس أردوغان على أنه “من الواضح أن مثل هذا الموقف المتناقض لن يقضي على الإرهاب بل على العكس سيشجع المنظمات الإرهابية”.

وعن لقائه مع بايدن قال الرئيس أردوغان: “اتفقنا على استخدام قنوات الحوار المباشرة بشكل فعال ومنتظم بما يليق بالحليفين والشريكين الاستراتيجيين”.

وتابع: “ناقشنا بنهج بناء فرص التعاون في المجالات ذات المصالح المشتركة”.

وأوضح أنه بحث مع بايدن الأعمال المشتركة المزمع القيام بها في المناطق التي تحتاج إلى تعاون فعال.

وأردف: “كانت تركيا من خلال اتخاذها زمام المبادرة هي المدافع عن حدود الناتو ومصالحنا المشتركة، فضلا عن دعمها الحرب ضد داعش”.

ولفت إلى أنهما قاما بتقييم الخطوات الممكنة لتفعيل الإمكانيات الاقتصادية بين البلدين، آخذين بعين الاعتبار الفرص الجديدة ما بعد الجائحة.

وأشار إلى أن الجانبين شددا على ضرورة إحياء آليات التعاون الثنائي والتشاور الإقليمي القائمة بين البلدين.

وأضاف أردوغان: “كان اللقاء مع بايدن إيجابيا على صعيد استمرار العلاقات وحين دعوته لزيارة تركيا أكد أنه قد يأتي”.

ولفت إلى أنه “لا توجد مسألة عصية على الحل في العلاقات التركية الأمريكية، وأن مجالات التعاون بين البلدين أوسع وأكثر ثراء من القضايا الخلافية”.

وأشار إلى أنه أكد لبايدن ثبات موقف تركيا بشأن منظومة “إس-400” ومقاتلات “إف-35”.

ولفت إلى أنه بحث مع بايدن سبل التعاون المشترك في مجال الصناعات الدفاعية، مشيرا إلى أن وزيري الخارجية والدفاع سيتابعان الموضوع مع نظيريهما الأمريكيين.

وردا على سؤال “فيما إذا كانت العلاقات التركية الأمريكية قد دخلت مرحلة ترميم إثر اللقاء، بعد الفتور الذي أصابها منذ مجيء إدارة بايدن للسلطة؟” قال أردوغان إن أول لقاء مباشر وجها لوجه مع بايدن عقب توليه الرئاسة جرى اليوم بمناسبة قمة الناتو، واستدرك أن معرفته ببايدن قديمة جدا وليست حديثة العهد.

وأشار إلى أنه أجرى لقاء ثنائيا مع بايدن لأكثر من نصف ساعة، ومن ثم ترأسا اجتماع وفدي البلدين.

وأكد أنه أجرى “اجتماعا مثمرا” مع بايدن في أول لقاء يجمعهما وجها لوجه، عقب تولي الأخير الرئاسة.

وبخصوص سؤال فيما إذا كانت هناك مستجدات بخصوص منظومات باترويت، أشار الرئيس أردوغان إلى أن إحجام واشنطن عن تزويد أنقرة بتلك المنظومات في الماضي دفعها إلى شراء منظومات إس 400 الروسية.

ولفت إلى أنه بحث مع بايدن خلال اجتماع اليوم ما يمكن القيام به في مجال الصناعات الدفاعية واتفقا على أن يناقش وزراء الخارجية والدفاع الموضوع، ومن ثم يتخذان الخطوات اللازمة.

من ناحية، أخرى أشار الرئيس أردوغان إلى وجود هدف الوصول إلى 100 مليار دولار في التبادل التجاري بين البلدين، إلا أن الرقم الحالي بحدود 22-23 مليار دولار، مؤكدا أن الجانبين اتفقا بشأن ضرورة الارتقاء بحجم التبادل التجاري.

وفي سياق آخر، ذكر الرئيس أردوغان أنه لم يتم التطرق إلى أحداث 1915 (توصيف بايدن تلك الأحداث بـ”الإبادة” بحق الأرمن) خلال اللقاء، في معرض رده على سؤال بهذا الخصوص.

وردا على سؤال فيما إذا كان سيزور الولايات المتحدة خلال الفترة القادمة، أشار الرئيس أردوغان إلى أنه سيشارك في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإضافة إلى افتتاح “البيت التركي” (الثقافي) بنيورك تزامنا مع الاجتماع.

وبشأن لقائه مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، لفت أردوغان إلى تأكيدهما المشترك خلال اللقاء على الأهمية التي يولونها للتعاون على المستوى الإقليمي والثنائي بوصفهما حليفين وصديقين وشريكين استراتيجيين.

كما ذكر أردوغان أنه بحث مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل القضايا الثنائية والإقليمية.

وتطرق الرئيس أردوغان إلى عمليات تركيا في مكافحة الإرهاب.

وقال: “طهرنا أكثر من 8 آلاف و200 كلم من الإرهاب بفضل عملياتنا خارج الحدود”.

ونوه الرئيس أردوغان بأن تركيا حاربت تنظيم “داعش” الإرهابي وجها لوجها، وهي الحليفة الوحيدة في الناتو، التي اقتلعت التنظيم من شمالي سوريا.

كما أشار إلى أن تركيا حالت دون وقوع مأساة إنسانية جديدة وموجة نزوح واسعة، من خلال أجواء الأمن والأمان التي وفرتها في إدلب شمال غربي سوريا.

وحذر أردوغان من أن الهدف من تكثيف النظام السوري وتنظيم “ي ب ك/بي كا كا” هجماتهما تجاه إدلب (والمناطق المجاورة شمال غربي البلاد) خلال الأيام الأخيرة “هو جر هذه المنطقة إلى الفوضى مجددا”.

ولفت إلى مقتل 14 شخصا من الأبرياء وإصابة 32 مدنيا جراء قيام تنظيم “ي ب ك/ب ي د” الإرهابي، بقصف مستشفى الشفاء في مدنية عفرين بريف محافظة حلب، السبت.

وأكد أن هذا الهجوم الإرهابي وحده كاف لإظهار الوجه القبيح والقذر والدموي لهذا التنظيم الذي يتم تزويده بأسلحة الحلفاء، وتتم استضافة قيادته على السجاد الأحمر في بعض الدول.

كما أشار أردوغان إلى أن تركيا إلى جانب محاربتها للمنظمات الإرهابية، عملت على منع تحول سوريا إلى معسكر لتنشئة الإرهابيين.

ولفت إلى أن تركيا ألقت القبض حتى اليوم على قرابة 9 آلاف مقاتل إرهابي أجنبي ورحلتهم إلى بلدانهم، كما حظرت دخول أكثر من 100 ألف مشتبه بالإرهاب على صلة بمناطق القتال، من دخول أراضيها.

وأردف: “خلل كبير أن يتمكن الإرهابيون الذين سلمناهم إلى بلدانهم من التحرك بحرية دون إجراء أي تحقيق معهم”.

وأشار أردوغان إلى أن تركيا تُركت بمفردها سواء في مكافحة التنظيمات الإرهابية مثل “بي كا كا/ ب ي د” و”غولن”، و”داعش”، أو منع المقاتلين الأجانب.

كما لفت إلى أن تركيا أُرغمت على تحمل عبء موجات الهجرة غير النظامية التي مصدرها سوريا بمفردها.

وأوضح أنه لم يتم الإيفاء بمعظم التعهدات التي قدمت لتركيا التي تستضيف 3.6 ملايين سوري منذ نحو 10 أعوام.

وأشار أردوغان إلى زيادة خصوم الناتو فاعليتهم في كافة المناطق التي تأخر فيها الحلف باتخاذ زمام المبادرة، وعلى رأسها ليبيا وسوريا.

ونوه بأن أنشطة التدريب والاستشارة التي تقوم بها تركيا في ليبيا بناء على دعوة من حكومتها الشرعية، حالت دون انجرار هذا البلد إلى حرب اهلية طويلة، وأفسحت المجال أمام تفعيل المسار السياسي برعاية الأمم المتحدة.

ولفت أردوغان إلى أنه التقى مع كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الهولندي مارك روته، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز.

واستطرد: “ناقشنا في هذه اللقاءات القضايا الثنائية والإقليمية والتطورات في الاتحاد الأوروبي، واتفقنا على مواصلة الحوار فيما بيننا”.

وحول لقائه مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، نقل الرئيس التركي عن ماكرون قوله “من غير الوارد أن أكون ضد الإسلام، أقول هذا لكم كصديق”.

كما نقل عنه أنّ تصريحاته فهمت بشكل خاطئ وأنها كانت بسبب تلفيقات لمعارضيه السياسيين.

وحسب الرئيس التركي :”قلت له مادام الأمر كذلك، فإنه من الجيد جدا أن تأتي بتصريحات في المرحلة المقبلة تصحح هذا الأمر”.

وأشار أردوغان إلى طرح ماكرون مسألة التعاون التركي الفرنسي في سوريا وليبيا قائلا: “هذا الأمر مريح أكثر بالنسبة لنا (تركيا) قلت له بإمكاننا ذلك، وسنواصل لقاءاتنا يهذا الخصوص”.

كما نوه أردوغان إلى لقائه مع نظيريه الليتواني غيتاناس ناوسيدا، واللاتفي إغيلس ليفيتس.

وتابع: “تبادلنا وجهات النظر خلال هذه اللقاءات حول علاقاتنا الثنائية وعلاقات تركيا بالاتحاد الأوروبي قبل قمة 24 يونيو/حزيران”.

وأكد لكلا الزعيمين مواصلة تركيا إسهامها في الدفاع عن دول البلطيق.

وبشأن محادثاته مع رئيس وزراء اليونان، كيرياكوس ميتسوتاكيس، أكد أن اللقاء “كان جيدا” مضيفا: “دعوته ألا نشرك طرفا ثالثا سواء في ملف بحر إيجة أو المناطق الأخرى”.

وأردف: “اتفقنا على إجراء مباحثاتنا عبر قنواتنا الخاصة عند الضرورة، وأنه لا داعي لإقحام طرف ثالث بيننا”.

وأوضح أنهما توصلا لتوافق في الآراء حيال اتخاذ خطوات مشتركة لدعم الأجندة الإيجابية بين تركيا واليونان.

كما تطرق أردوغان إلى ملف أفغانستان وعملية انسحاب الناتو منها.

ولفت إلى أنه أبلغ بايدن رؤية أنقرة بشأن الاستعانة بباكستان والمجر إلى جانب تركيا، في تأمين مطار كابل.

وأوضح أن الهدف من ذلك عدم ترك الشعب الأفغاني وحيدا وتقديم الدعم له.

وأشار الرئيس التركي لاستحالة التغاضي عن حقيقة وجود طالبان في أفغانستان

وحول لقائه الثنائي مع رئيس الوزراء المجري، أكد أردوغان أن اللقاء كان مثمرا.

وعلى صعيد آخر، أكد أردوغان أن العدالة تجلت في “قره باغ” وعادت الآمال إلى المنطقة مجددا “وإن كان ذلك مع تأخير وصلت مدته لـ 30 عاما”.​​​​​​​

وحول كورونا وتدابير السفر المتخذة بين الدول أعرب الرئيس التركي عن تفاؤله بقرب فتح بريطانيا أبواب السياحة لمواطنيه تجاه تركيا وذلك بعد لقائه جونسون.

المصدر/ وكالة الاناظول.

أردوغان: اللقاء مع بايدن “إيجابي” ودعوته لزيارة تركيا

Comments are closed.

نحن لا نقوم بجمع بياناتك ولا نقوم ببيعها، نحن فقط نستخدم بعض الكوكيز التي قد تساعدنا في تطوير الموقع او تساعدك فيي الحصول على الصفحات بشكل أفضل موافق/ة إقرأ المزيد