أكثر من مئتي إصابة في تجدد المواجهات في باحات المسجد الأقصى

متظاهرون فلسطينيون يهربون من قنابل الغاز المسيل للدموع الذي أطلقته القوات الإسرائيلية خلال الاشتباكات الدائرة في باحات المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة في العاشر من مايو 2021 وهو اليوم الذي تحتفل فيه إسرائيل بتوحيد القدس afp_tickers

عبق نيوز| فلسطين/ القدس| أوقعت المواجهات الدائرة الاثنين بين مصّلين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في باحات المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة، أكثر من مئتي إصابة بعد نهاية أسبوع اتسمت بصدامات عنيفة.

ومع تزايد الدعوات الدولية إلى احتواء التصعيد، أعلنت تونس أن مجلس الأمن سيعقد الاثنين جلسة مغلقة بناء لطلبها.

وتجددت المواجهات الاثنين بعدما تصدى مئات الفلسطينيين المعتكفين في المسجد في العشر الأواخر من شهر رمضان لمنع المستوطنين من الدخول إليه إذ تحيي إسرائيل الاثنين ذكرى “يوم توحيد القدس” أي احتلالها للقدس الشرقية في 1967.

وألقى مئات الفلسطينيين مقذوفات وحجارة باتجاه قوات الشرطة التي ردت بإطلاق الرصاص المطاط وقنابل صوتية والغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريقهم.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان مقتضب إن ثمة “215 إصابة بينها أربعة إصابات خطيرة جدا (…) وإصابة عدد من مسعفي الهلال”.

وبحسب البيان “تم نقل 153 إصابة إلى مستشفيات القدس والمستشفى الميداني للهلال الأحمر” .

ورصد مراسل وكالة فرانس سيارات إسعاف كانت متمركزة خارج بوابات المسجد الذي يعتبر ثالث أهم المقدسات عند المسلمين، تجلي عشرات الجرحى.

وأعلنت الشرطة الإسرائيلية التي قالت إن عناصرها انتشرت بالآلاف في جميع أنحاء القدس، إصابة تسعة من عناصرها بجروح، نقل احدهم إلى المستشفى.

ومنعت الشرطة الإسرائيلية المستوطنين الذين بدأوا بالتجمع عند حائط البراق القريب، من الدخول إلى الباحات.

وقالت في بيان “تقرر عدم السماح بالزيارات إلى الحرم القدسي (…)ستواصل الشرطة الإسرائيلية ضمان حرية العبادة ولكنها لن تتسامح مع أعمال الشغب”.

ويُسمح لليهود بزيارة الموقع خلال أوقات محددة، ولكن تُمنع عليهم الصلاة فيه لتجنب التوترات.

ويشهد المسجد بين الحين والآخر توترات بين المصلين والشرطة الإسرائيلية بسبب رفض الفلسطينيين دخول اليهود إليه، معتبرين هذه الخطوة استفزازا لمشاعرهم.

وشهدت باحات المسجد الأسبوع الماضي اشتباكات عنيفة أسفرت عن سقوط أكثر من 200 جريح. وأشعل فتيلها بحسب الشرطة الإسرائيلية إلقاء شبان فلسطينيين حجارة وزجاجات فارغة على عناصرها، في حين اتّهم شبّان فلسطينيون قوات الأمن الإسرائيلية بأنّها هي من بادر إلى الاعتداء على مجموعة منهم عند مدخل الأقصى.

والحائط الغربي أو حائط المبكى (البراق عند المسلمين) الواقع جنوب باحة الأقصى هو آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان في العام 70 للميلاد، وهو أقدس الأماكن لدى اليهود.

وتعتبر إسرائيل القدس بكاملها، بما في ذلك الجزء الشرقي منها، عاصمتها “الموحدة”، في حين يتمسك الفلسطينيون بجعل القدس الشرقية عاصمة الدولة التي يطمحون لإقامتها.

ولم يعترف المجتمع الدولي بضمّ اسرائيل للقدس الشرقية.

– “استغاثة” –

ووجه مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني نداء استغاثة ونادى عبر مكبرات الصوت “أغيثوا المصلين في الأقصى”.

وأكد مراسل وكالة فرانس برس استمرار سماع أصوات قنابل الصوت والغاز من باحات المسجد وتصاعد أعمدة دخانها.

وفي البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة، منعت الشرطة من لا يقطن بداخلها من الوصول إليها وعرقلت حركة الشباب فيها فيما بدت أسواقها خالية.

ووصفت أسيل أبو قطيش (23 عاما) الوضع بأنه “مأسوي” مضيفة “لا نشعر بأنها وقفات عيد، اليوم وأمس الحركة بطيئة”.

وقالت “يريدون تفريغ القدس والشيخ جراح والاستيلاء عليها”.

وأضافت “الجنود والشرطة يعتمدون على أسلحتهم، شبان القدس عزل وقوتهم غير متساوية”.

من جانبه، قال علاء الدين الزحيكة (45 عاما) “هم (إسرائيل) حاقدون لا يريدون سلام (…) كل سنة ينظمون مسيرة نحن يجب أن نبقى ولا نغادر المدينة”.

وبالقرب من باب الأسباط المؤدي إلى البلدة القديمة، رشق شبان فلسطينيون سيارة بداخلها إسرائيليون بالحجارة ما أدى إلى انحرافها نحو الشبان.

واستمر الشبان بإلقاء الحجارة نحو الركاب بعد توقف السيارة قبل أن يصل شرطي إسرائيلي أطلق النار في الهواء لإبعادهم.

– الشيخ جراح، غزة –

الأحد، أرجأت المحكمة العليا الإسرائيلية جلسة كانت مقررة الاثنين بشأن طرد عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح إلى موعد لاحق يحدد خلال ثلاثين يوما وبالتالي تجميد مؤقت لقرار الإخلاء الذي كان قد صدر في وقت سابق من العام.

ويشكل هذا الملف أحد الأسباب الرئيسية للتوتر في القدس الشرقية في الأسابيع الأخيرة.

وليل الأحد دارت صدامات محدودة بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين غالبيتهم من الشبان في أنحاء متفرّقة من القدس الشرقية.

وأطلقت الشرطة القنابل الصوتية وخراطيم المياه الآسنة لتفريق فلسطينيين تجمّعوا عند باب العمود في البلدة القديمة واشتبكت مع شبّان في حيّ الشيخ جرّاح، كما سُجّلت مناوشات في أنحاء أخرى من المنطقة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن أربعة صواريخ أطلقت الأحد من غزة على جنوب إسرائيل، وكذلك بالونات حارقة مما أدى إلى اندلاع 39 حريقا في الأراضي الإسرائيلية، وفق جهاز الإطفاء.

وصباح الاثنين أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه “قصف أهدافا إرهابية تابعة لحماس في غزة ردّاً على البالونات الحارقة وأربعة صواريخ أطلقت من غزة على إسرائيل أمس” من دون مزيد من التفاصيل.

وليل الأحد تجمّع مئات المحتجين عند الحدود بين غزة وإسرائيل، بعضهم مزوّد بمعدات حارقة، وفق مراسل فرانس برس.

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو خلال اجتماع مع مسؤولين أمنيين وفق ما نقل عنه أحدهم إن “اسرائيل تتحرك في شكل مسؤول لفرض احترام النظام والقانون في القدس مع ضمان حرية العبادة”.

– دعوات إلى الهدوء –

ودانت الدول العربية الستّ التي تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل القمع الذي مارسته الدولة العبرية في نهاية الأسبوع في باحات الأقصى.

فبالإضافة إلى إدانة كلّ من مصر والأردن القمع الإسرائيلي، أعربت الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب والسودان وهي أربع دول عربية طبعت علاقاتها مع إسرائيل في الأشهر الأخيرة عن “قلقها العميق” داعية إسرائيل إلى التهدئة.

وفي الأردن الذي يشرف على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، دان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني “الانتهاكات والممارسات الإسرائيلية التصعيدية في المسجد الأقصى المبارك”.

واستدعت كلّ من وزارتي الخارجية المصرية والأردنية ممثل إسرائيل لدى كل من البلدين للاحتجاج على أعمال العنف في الحرم القدسي.

ودعا كلّ من اللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط والبابا فرنسيس إلى التهدئة.

أما الولايات المتحدة حليف إسرائيل الأول فقد دعت “المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى التحرك لوضع حد للعنف” معربة عن قلقها من “احتمال طرد عائلات فلطسينية من الشيخ جراح”.

 المصدر / فرانس برس العربية .

أكثر من مئتي إصابة في تجدد المواجهات في باحات المسجد الأقصى

Comments are closed.

نحن لا نقوم بجمع بياناتك ولا نقوم ببيعها، نحن فقط نستخدم بعض الكوكيز التي قد تساعدنا في تطوير الموقع او تساعدك فيي الحصول على الصفحات بشكل أفضل موافق/ة إقرأ المزيد