المجلس الانتقالي يعلن الإدارة الذاتية لجنوب اليمن ويعقد جهود السلام

جندي يحمل سلاحا بجوار شعار المجلس الانتقالي الجنوبي في مقر له بعتق يوم 27 أغسطس 2019. تصوير: علي عويضة - رويترز

عبق نيوز| اليمن/ صنعاء / عدن| أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي باليمن في ساعة مبكرة من صباح يوم الأحد إقامة إدارة للحكم الذاتي في المناطق الواقعة تحت سيطرته في خطوة وصفتها الحكومة المعترف بها دوليا والمدعومة من السعودية بأنها سيكون لها ”تبعات كارثية“.

وتهدد الخطوة بتجديد الصراع بين طرفين يفترض أنهما حليفان في الحرب اليمنية متعددة الأطراف، وهما المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات والحكومة المعترف بها دوليا المدعومة من السعودية، في وقت تحاول فيه الأمم المتحدة الدفع لإعلان هدنة دائمة لمكافحة فيروس كورونا المستجد.

ونشر المجلس الانتقالي الجنوبي قواته يوم الأحد في عدن وهي المقر المؤقت للحكومة المعترف بها دوليا منذ أن أجبرها الحوثيون على الخروج من العاصمة صنعاء. ورأى صحفيون من رويترز رتلا من الشاحنات التي تقل مقاتلين من المجلس الانتقالي وهو يمر عبر شارع رئيسي في عدن.

والمجلس من بين جماعات رئيسية تقاتل الحوثيين في إطار تحالف تقوده السعودية. لكن وقعت اشتباكات من قبل بين قوات الحكومة المعترف بها دوليا والانفصاليين الجنوبيين المدعومين من الإمارات.

وأعلن بيان للمجلس في ساعة مبكرة من صباح يوم الأحد ”الإدارة الذاتية للجنوب اعتبارا من منتصف ليل السبت 25 أبريل… وحالة الطوارئ العامة في العاصمة عدن وعموم محافظات الجنوب“.

وأضاف المجلس أنه سيسطر على ميناء ومطار عدن ومؤسسات أخرى تابعة للدولة مثل البنك المركزي.

وأصدرت الحكومة المعترف بها دوليا ومحافظات شبوة وحضرموت وسقطرى، وهي من بين المناطق القليلة الخاضعة لسيطرة التحالف، بيانات منفصلة ترفض فيها إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي.

وقال محمد الحضرمي وزير الخارجية في الحكومة المعترف بها دوليا في بيان للوزارة على تويتر إن ”إعلان ما يسمى بالمجلس الانتقالي عزمه القيام بما اسماه إدارة الجنوب ما هو إلا استمرار للتمرد المسلح وإعلان رفض وانسحاب تام من اتفاق الرياض.

”ويتحمل ما يسمى بالمجلس الانتقالي وحده التبعات الخطيرة والكارثية لهكذا إعلان“.

وأنهى اتفاق الرياض مواجهة سابقة بين الانفصاليين والحكومة نشبت العام الماضي.

واتهم هاني بن بريك نائب رئيس هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي الحكومة بتقويض الاتفاق وكرر في تغريدات على تويتر اتهامات لحكومة هادي بسوء الإدارة والفساد. وتنفي الحكومة تلك الاتهامات.

– هدنة لمكافحة المرض –

يشهد اليمن أعمال عنف منذ أن أجبر الحوثيون المتحالفون مع إيران حكومة هادي على الخروج من العاصمة صنعاء في أواخر عام 2014 مما دفع التحالف بقيادة السعودية للتدخل في مارس 2015.

ووصل الصراع، الذي يعتبر على نطاق واسع حربا بالوكالة بين السعودية وإيران، إلى طريق عسكري مسدود منذ سنوات ولا يزال الحوثيون يسيطرون على أغلب المدن الكبرى رغم القتال الذي أودى بحياة مئة ألف شخص على الأقل.

وقطعت الحرب خطوط الإمداد لأفقر دولة في شبه الجزيرة العربية مما ترك ملايين المواطنين على شفا المجاعة ومعتمدين على المساعدات الدولية.

وأعلن التحالف يوم الجمعة تمديد وقف إطلاق النار من جانب واحد لشهر إضافي بعد أن كان قد أعلنه استجابة لمناشدة من الأمم المتحدة من أجل التركيز على جائحة كورونا. ولم يقبل الحوثيون الهدنة المبدئية المعلنة لأسبوعين واستمرت أعمال العنف في عدة محافظات.

وبينما لم يعلن اليمن سوى عن حالة إصابة مؤكدة واحدة بفيروس كورونا المستجد، تخشى جماعات الإغاثة من كارثة إذا تفشى المرض بين سكان يعانون أصلا من سوء التغذية في بلد نظامه الصحي منهار ولا يملك القدرة على إجراء فحوص مناسبة.

وتحاول الأمم المتحدة عقد محادثات عن بعد للتوصل لهدنة دائمة وتنسيق جهود مكافحة المرض والاتفاق على إجراءات لبناء الثقة على الصعيدين الإنساني والاقتصادي على أمل استئناف مفاوضات السلام المتوقفة منذ أواخر 2018.

وانسحب المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي قال إنه يرغب في أن يكون جزءا من أي مفاوضات سياسية، من اللجان المعنية بتطبيق اتفاق الرياض في يناير كانون الثاني. وكانت السعودية تشيد باتفاق الرياض باعتباره خطوة صوب التوصل لحل سياسي للحرب.

وتعارض الإمارات، مثل المجلس الانتقالي الجنوبي، حزب الإصلاح الإسلامي الذي يشكل ركيزة حكومة هادي، وقلصت وجودها العسكري في اليمن العام الماضي لكنها احتفظت بنفوذها من خلال آلاف المقاتلين الجنوبيين الذين تدعمهم.

 المصدر /رويترز .

المجلس الانتقالي يعلن الإدارة الذاتية لجنوب اليمن ويعقد جهود السلام

Comments are closed.

نحن لا نقوم بجمع بياناتك ولا نقوم ببيعها، نحن فقط نستخدم بعض الكوكيز التي قد تساعدنا في تطوير الموقع او تساعدك فيي الحصول على الصفحات بشكل أفضل موافق/ة إقرأ المزيد