إردوغان يضغط على أوروبا باللاجئين ويهدد دمشق بعد مقتل جنوده في سوريا

الرئيس التركي رجب طيب اردوغان / وكالة الأناظول التركية للأنباء .

عبق نيوز| تركيا/ سوريا / اليونان / الأتحاد الأوروبي | هدّد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان السبت بالسماح لآلاف اللاجئين بالتوجّه إلى أوروبا بينما حذّر من أن دمشق “ستدفع ثمن” هجوم أودى بأكثر من 30 جنديًا تركيًا في سوريا.

في هذه الأثناء، احتشد نحو 13 ألف مهاجر على طول الحدود التركية اليونانية، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة السبت. واندلعت عند الحدود التركية صدامات بين الشرطة اليونانية وآلاف المهاجرين الذين تجمعوا عند نقطة العبور إلى أراضي الاتحاد الأوروبي.

وألقى مهاجرون الحجارة على عناصر الأمن اليونانيين الذين أطلقوا الغاز المسيل للدموع عبر الحدود. لكن عشرات المهاجرين الآخرين وصلوا إلى جزر يونانية على متن قوارب مطاطية بعدما عبروا من الجانب التركي.

وأجرت تركيا وروسيا اللتان تدعمان قوى متعارضة في النزاع السوري، محادثات لنزع فتيل التوتر عقب مقتل الجنود الأتراك في هجوم أثار مخاوف من اندلاع حرب أوسع وأزمة هجرة جديدة في أوروبا.

لكن إردوغان زاد حدة القلق السبت متعهّدا بالسماح للاجئين بالتوجّه إلى أوروبا من تركيا، العضو في حلف الأطلسي، مستخدما ملف الهجرة ورقة ضغط على الحكومات الأوروبية لدفعها للتحرّك بشأن النزاع السوري. وتستضيف تركيا 3,6 ملايين لاجئ سوري.

 

مهاجر يلقي عبوة غاز مسيل للدموع باتجاه شرطة مكافحة الشغب اليونانية في بازاركول عند الحدود مع تركيا بتاريخ 29 فبراير 2020 . تصوير : اوزان كوجه / فرانس برس.


وكانت تصريحات إردوغان الأولى الصادرة عنه بعد مقتل 34 جنديًا تركيًا منذ الخميس في محافظة إدلب حيث تشن قوات النظام السوري بدعم روسي منذ كانون الأول/ديسمبر هجوماً واسعاً ضد مناطق تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل معارضة أخرى وتنتشر فيها قوات تركية. وأحرزت القوات السورية تقدما ميدانيا كبيرا في الأسابيع الماضية.

وقتل 26 جنديا في الجيش السوري بغارات نفّذتها طائرات تركية مسيّرة في شمال غرب سوريا السبت، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال إردوغان في اسطنبول “ما الذي قمنا به أمس؟ فتحنا أبوابنا. لن نغلق هذه الأبواب (…) لماذا؟ لأن على الاتحاد الأوروبي أن يفي بتعهداته”.

ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت تركيا وروسيا إلى “وقف دائم لإطلاق النار” في منطقة إدلب، وذلك خلال اتّصالين هاتفيّين مع اردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، بحسب الإليزيه.

وأكّدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين السبت أن الاتحاد الأوروبي ينظر “بقلق” إلى تدفق المهاجرين من تركياا.

ووقّعت تركيا والاتحاد الأوروبي اتفاقاً عام 2016 لوقف تدفق مهاجرين عبر الحدود مقابل تقديم بروكسل مساعدات بمليارات الدولارات لأنقرة.

وقال إردوغان إن الاف المهاجرين تجمّعوا عند الحدود بين تركيا وأراضي الاتحاد الأوروبي منذ الجمعة، مضيفا ان العدد قد يصل إلى 30 ألفا السبت.

ووقعت مناوشات بين آلاف المهاجرين العالقين في بازاركول عند الحدود التركية-اليونانية وعناصر الشرطة اليونانية السبت التي أطلقت الغاز المسيل للدموع في محاولة لإبعادهم، بحسب مصور فرانس برس في أدرنة (في غرب تركيا).

وأكد اللاجئ السوري أحمد برهوم أنه عالق عند الحدود منذ الجمعة. وقال لفرانس برس “إذا لم يفتحوا (الحدود) فسنحاول العبور بطرق غير شرعية. لم يعد من الممكن أن نعود لاسطنبول”.

وأفاد لاجئ مصري “آمل أن يسمحوا لنا بالعبور في نهاية المطاف لنتمكن من بدء حياة جديدة في أوروبا يستحقها البشر”.

– دوريات وغاز مسيل وطائرات مسيّرة –

في 2015، أصبحت اليونان نقطة الدخول الرئيسية إلى الاتحاد الأوروبي لمليون مهاجر، معظمهم لاجئون فروا من الحرب السورية. وانقسم الاتحاد بشأن كيفية التعامل مع تدفق اللاجئين.

وقال المستشار النمسوي سيباستيان كورتز “يجب ألّا يتكرر ما حصل في 2015. يجب أن يكون هدفنا حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي بشكل مناسب ومنع اللاجئين غير الشرعيين هناك (من الدخول)”.

في أثينا، عقد رئيس الوزراء كرياكوس ميتسوتاكيس اجتماعا طارئا لمناقشة مسألة الحدود.

وقال المتحدث باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتساس “أحبطنا أكثر من أربعة آلاف محاولة للدخول بشكل غير شرعي عبر حدودنا البرية”.

وأفاد مصدر في الشرطة اليونانية أن مهاجرين كانوا على الجانب التركي من الحدود أضرموا النيران وأحدثوا فجوات في السياج الحدودي.

مهاجرون يرتدون أقنعية واقية في بازاركول عند الحدود بين تركيا واليونان بتاريخ 29 فبراير 2020. تصوير:بولينت كيليتش / فرانس برس.

 

 

وانتشرت دوريات لقوات الشرطة المسلحة والجيش على ضفاف نهر إيفروس الذي يعد نقطة عبور معتادة، وحيث استخدم عناصر الأمن مكبّرات صوت للتحذير من دخول الأراضي اليونانية. واستُخدمت كذلك طائرات مسيّرة لمراقبة المهاجرين.

وبحسب حرس الحدود اليونانيين، وصل 180 مهاجرا منذ صباح الجمعة حتى صباح السبت إلى جزر شرق بحر إيجه وليسبوس وساموس بحرا.

ووصل قارب مطاطي في وقت مبكر السبت إلى ليسبوس على متنه 27 مهاجرا إفريقيا قدموا من تركيا. وكان بينهم العديد من النساء اللواتي أجهشن بالبكاء لدى وصولهن، وفق مراسل فرانس برس.

ووجه وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو انتقادا شديدا للاجراءات التي اتخذتها اليونان على حدودها.

وكتب “إنهم يطلقون قنابل الغاز المسيل للدموع على آلاف ينتظرون على ابوابهم، إنه عار (…) من واجب اليونان ان تعامل هؤلاء الناس على انهم بشر”.

وتشير الأمم المتحدة إلى أن نحو مليون شخص، نصفهم أطفال، نزحوا وسط برد قارس جراء القتال في شمال غرب سوريا منذ ديسمبر.

– “ستدفع الثمن” –

وأعلنت تركيا أنها دمرت “منشأة للأسلحة الكيميائية تقع على بعد 13 كيلومتراً جنوب حلب (شمال)، فضلاً عن عدد كبير من الأهداف التابعة للنظام” السوري، في إطار ردّها على مقتل جنودها في إدلب.

 صورة التقطت في 28 فبراير 2020 تظهر فيها خوذة عسكرية تركيا في قرية استهدفتها قوات النظام السوري في شمال غرب سوريا . تصوير : عمر حاج قدور / فرانس برس.


 

وأكّد إردوغان أن القوات السورية “ستدفع ثمن” هجماتها ضد الجنود الأتراك. وقال “لا نريد أن تصل الأمور إلى هذه النقطة لكن يرغموننا على ذلك، سيدفعون الثمن”.

ونفى التلفزيون السوري وجود هذه المنشأة.

وقتل 33 جنديًا تركيًا في غارة جوّية نفّذتها قوات النظام السوري المدعومة من روسيا الخميس، في أكبر خسارة عسكرية يتكبّدها الجيش التركي في ساحة معارك منذ سنوات. ولقي جندي تركي هو الـ34 حتفه لاحقا.

وزادت الحادثة الأخيرة التوتر بين أنقرة وموسكو، وسط انتهاكات لاتفاق أبرم بينهما في سوتشي سنة 2018 لمنع هجوم النظام السوري على إدلب.

يهدد التوتر بتوسيع الهوة بين أنقرة وموسكو، التي تُعتبر الداعم الرئيسي للنظام السوري. ورغم اختلافهما بشأن أطراف النزاع السوري، تنسق روسيا وتركيا في مسائل عدة على صلة بالملف، وتتعاونان منذ سنوات في مجالات الدفاع والطاقة.

أقامت أنقرة بموجب اتفاق سوتشي 12 نقطة مراقبة في إدلب، إلا أن قوات النظام السوري مضت قدما بحملتها لاستعادة المنطقة بغطاء جوي روسي.

وتحدّث إردوغان هاتفيا الجمعة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في محاولة لخفض التصعيد، بيما أفاد الكرملين أنهما أعربا عن “قلقهما البالغ” حيال الوضع.

وقد يتوجّه إردوغان إلى موسكو الأسبوع المقبل لإجراء محادثات، بحسب الكرملين. لكن الرئيس التركي واصل انتقاداته لروسيا السبت.

وقال “سألت السيد بوتين: +ماذا تفعلون هناك؟ إذا كنتم تريدون إنشاء قاعدة، فافعلوا ذلك، لكن ابتعدوا من طريقنا واتركونا نواجه النظام (السوري)”.

وتجمّع نحو مئتي متظاهر السبت قرب القنصلية الروسية في اسطنبول، هاتفين “بوتين القاتل”.

 المصدر / فرانس برس العربية .

إردوغان يضغط على أوروبا باللاجئين ويهدد دمشق بعد مقتل جنوده في سوريا

Comments are closed.

نحن لا نقوم بجمع بياناتك ولا نقوم ببيعها، نحن فقط نستخدم بعض الكوكيز التي قد تساعدنا في تطوير الموقع او تساعدك فيي الحصول على الصفحات بشكل أفضل موافق/ة إقرأ المزيد