مقتل ستة عناصر من الأمن التونسي في “عملية إرهابية” قرب الحدود مع الجزائر

عنصر أمن تونسي في صورة التقطت في 11 مايو 2016 في منطقة قريبة من تونس العاصمة خلال مطاردة اسلاميين متطرفين مشتبه بهم، تصوير : فتحي بلعيد /فرانس برس .

عبق نيوز| تونس / الجزائر  | قُتل ستة عناصر من الأمن التونسي الأحد في كمين نصبته “مجموعة إرهابية” في شمال غرب البلاد في منطقة حدودية مع الجزائر، بحسب ما أكدت السلطات.

وأعلنت “كتيبة عقبة بن نافع” مسؤوليتها عن العملية وذلك في تبنّ تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي. والكتيبة هي الجماعة الجهادية الرئيسية في تونس وهي مرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي.

وهي العملية الأولى التي تتعرض فيها القوى الأمنية لهذا الحجم من الخسائر منذ عامين، رغم المواجهات المتكررة في مناطق عدة بينها وبين مجموعات “إرهابية” مؤلفة عادة من إسلاميين متطرفين.

وكان متحدث باسم وزارة الداخلية أفاد في حصيلة أولية عن مقتل ثمانية عناصر أمن. إلا أنّ وزارة الداخلية أصدرت لاحقا بيانا جاء فيه أن “دورية تابعة لفرقة الحدود البرية للحرس الوطني بعين سلطان على الشريط الحدودي التونسي الجزائري تعرضت إلى كمين تمثّل في زرع عبوة ناسفة أسفر عن استشهاد ستة أعوان”.

وأشار البيان إلى أن الهجوم وقع الساعة 11,45 بالتوقيت المحلي (10,45 ت غ). ووصف الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية العميد سفيان الزعق الهجوم بـ”العملية الإرهابية”، مشيرا الى أن المجموعة “فتحت النار على الأمنيين” بعد “انفجار لغم” فيهم.

وتابع “تتم الآن عمليات تمشيط بحثا عن الإرهابيين” بمشاركة قوات عسكرية. وقال الزعق في تصريح للتلفزين الحكومي في وقت لاحق “يُرجّح أن تكون هناك إصابات في صفوف المجموعة الإرهابية”.

وأضاف “استُهدفت الدورية الأمنية بعبوة ناسفة وتم الاستيلاء على بعض التجهيزات (لم يحدد طبيعتها) واسترجعنا جزءًا منها، ولا نزال نتعقب المجموعة”.

وأفاد مراسل فرانس برس بأنّ جثث الأمنيين نُقلت إلى مستشفى شارل نيكول في العاصمة تونس. وستُنظّم الإثنين مراسيم تأبين للضحايا.

وقال مصدر في رئاسة الحكومة التونسية لفرانس برس إن رئيس الحكومة كلّف وزير الداخلية بالنيابة غازي الجريبي التوجه الى منطقة عين سلطان لمتابعة مستجدات الهجوم.

وفي تصريح بثه التلفزيون الحكومي، أوضح الجريبي أن هناك ثلاثة جرحى في صفوف الأمنيين. وقال “نحن واعون إلى أن الحرب على الإرهاب حرب طويلة الأمد وتتطلب نفسا طويلا. سنذهب لجحورهم (الإرهابيين) وسنقتص للشعب التونسي”.

ويتعذّر الوصول الى هذه المنطقة الحدودية التي تتحصن فيها جماعات مسلحة وتُعرف بتضاريسها الجبلية الوعرة وغاباتها الكثيفة. وعقب الاعتداء، أعلنت وزارة الثقافة التونسية تأجيل كل التظاهرات الثقافية المقررة الأحد إلى موعد لاحق.

وفي بيان تلقّته فرانس برس، ندد المتحدث باسم الخارجية الجزائرية عبد العزيز بن علي الشريف بـ”الهجوم الإرهابي”، مؤكدا التضامن مع تونس. كما دان الاتحاد الاوروبي العملية، معبّرا عن دعمه لتونس في حربها على الإرهاب.

–“لا تزال هناك مخابئ”–

يأتي الهجوم بينما تستعد تونس لموسم سياحي تتوقع السلطات ان يسجل “نهوضا فعليا” بالقطاع. وهي العملية الاولى منذ الهجوم الذي استهدف في آذار/مارس 2016 بن قردان (جنوب) عندما هاجم جهاديون مقارّ أمنية. وتسبب الهجوم في حينه بمقتل 13 عنصرا من القوى الأمنية وسبعة مدنيين، فيما قتل 55 جهاديا على الاقل.

ولا تزال حال الطوارئ سارية في تونس منذ الاعتداءات الدامية التي وقعت في 2015، عندما استهدفت اعتداءات متحف باردو في العاصمة وفندقا في سوسة مخلّفة ستين قتيلا بينهم 59 سائحا اجنبيا. واستهدف شخص بحزام ناسف حافلة نقل للحرس الرئاسي في 24 نوفمبر 2015 في العاصمة وقتل 12 عنصرا منهم.

في ديسمبر 2017، قتل جندي تونسي وأصيب ستة آخرون بجروح في انفجار لغم في منطقة جبل الشعانبي في ولاية القصرين. في مارس الفائت، فجّر رجل نفسه في بن قردان بينما كانت قوى الأمن تطارده.

في الاول من أبريل الفائت، أعلنت وزارة الداخلية التونسية ان قوات الامن قتلت قياديا في تنظيم “جند الخلافة” في ولاية القصرين. وفي 11 أبريل، قتل جندي بالرصاص خلال مواجهات مع إسلاميين في المنطقة.

بعد ثورة 2011، شهدت تونس عمليات للاسلاميين المتطرفين قتل خلالها عشرات من عناصر الأمن والجيش في هجمات وكمائن تبنت غالبيتها “كتيبة عقبة بن نافع”. كما تنشط في البلاد خلايا تنظيم “جند الخلافة” التابع لتنظيم الدولة الإسلامية.

وتقول السلطات انه تم إضعاف الجماعات المسلحة من خلال عمليات “استباقية” بتوقيف وقتل افراد منهم. وسُجّل خلال السنتين الماضيتين تحسن في الوضع الامني في البلاد.

وأفاد الباحث مات هيربيرت انه منذ سقوط نظام زين العابدين بن علي في 2011 “قتل على الاقل 118 جنديا في شمال غرب (تونس) وجرح مئتان”، مبينا في تقرير نشره نهاية يونيو الفائت “ان غالبية القتلى في صفوف القوات الامنية سقطوا في هذه المنطقة”.

وقال الباحث لفرانس برس “يكشف الهجوم الجديد انه لا تزال هناك مخابئ ولم تتم معالجة المشاكل الامنية”، مع تأكيده ان “غالبية (المناطق) في تونس آمنة”.

مقتل ستة عناصر من الأمن التونسي في “عملية إرهابية” قرب الحدود مع الجزائر

Comments are closed.

نحن لا نقوم بجمع بياناتك ولا نقوم ببيعها، نحن فقط نستخدم بعض الكوكيز التي قد تساعدنا في تطوير الموقع او تساعدك فيي الحصول على الصفحات بشكل أفضل موافق/ة إقرأ المزيد