تظاهرات جديدة وجلسة لمجلس الأمن غداة حمام الدم في غزة

متظاهرون فلسطينيون يصرخون خلال مواجهات مع القوات الإسرائيلية في احتجاج على الحدود بين إسرائيل وغزة شرق مدينة غزة ، 6 أبريل 2018 تصوير: محمد سالم / رويترز

عبق نيوز| فلسطين / القدس / غزة  | شيّع الفلسطينيون عشرات القتلى في قطاع غزة الثلاثاء في ذكرى “النكبة”، غداة حمام دم في المنطقة الحدودية راح ضحيته 62 فلسطينيا على الأقلّ برصاص الجيش الإسرائيلي، بينما تعرضت إسرائيل لموجة إدانات دولية ودعوات إلى إجراء تحقيق مستقل.

وفي ظل القلق والتنديد الدوليَين، استدعت تركيا وجنوب افريقيا سفيريهما في اسرائيل، فردت الأخيرة بطرد القنصل التركي في القدس بعد هجوم لاذع من الرئيس التركي رجب طيب اردوغان.

وعقد مجلس الامن جلسة طارئة حول غزة دعت اليها الكويت ودافعت خلالها سفيرة الولايات المتحدة نيكي هايلي عن إسرائيل التي قالت إنها “تحلت بضبط النفس” الإثنين.

وأعلن السفير الكويتي لدى الأمم المتحدة منصور العتيبي أنّ بلاده ستقترح الثلاثاء او الاربعاء مشروع قرار في مجلس الامن يهدف إلى “تأمين حماية المدنيين” الفلسطينيين.

وقرّر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عقد جلسة خاصة الجمعة لمناقشة “التدهور في وضع حقوق الإنسان” في الأراضي الفلسطينية.

وفيما خرجت جنازات في مناطق مختلفة من القطاع، استمرت المواجهات في المنطقة الحدودية حيث قُتل فلسطينيان وأصيب أكثر من 400 آخرين برصاص الجيش الاسرائيلي، بحسب وزارة الصحة في غزة.

بذلك يرتفع عدد الضحايا الفلسطينيين في المنطقة الحدودية في غزة منذ الإثنين الى 62 قتيلا ونحو 3200 جريح، وفق أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة.

وكان يوم الإثنين الاكثر دموية في النزاع الاسرائيلي الفلسطيني منذ الحرب التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة في صيف 2014.

وندّدت السلطة الفلسطينية بـ”المجزرة” بينما برر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اللجوء الى العنف بحق اسرائيل في الدفاع عن حدودها ازاء ما وصفه بانها أعمال “إرهابية” تقوم بها حركة المقاومة الاسلامية حماس التي تسيطر على القطاع.

واتهم نتانياهو حماس بأنها “تدفع المدنيين من نساء واطفال الى مرمى النيران لكي يسقط ضحايا”. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن قواته تعاملت مع ذلك “عبر وسائل تفريق الشغب وانها أطلقت الرصاص الحي”. وتابع “إضافة إلى ذلك، فإن 700 شخص أثاروا شغبا عنيفا” في الضفة الغربية.

وشُيّعت الثلاثاء رضيعة تدعى ليلى الغندور (8 أشهر) توفيت إثر تنشقها غازا مسيلا للدموع قرب الحدود في شرق غزة الاثنين. وشارك المئات في تشييع فتى يدعى يزن طوباسي (23 عاما) قتل شرق مدينة غزة. وقال والده ابراهيم (50 عاما) وهو يبكي بحرقة “انا سعيد لأنه شهيد. ابني مثل عشرات الناس من أجل فلسطين ومن أجل القدس”.

وبذلك ارتفع إلى أكثر من 110 عدد القتلى الفلسطينيين منذ بدء “مسيرات العودة” في 30 مارس في غزة حيث يتجمع الالاف على طول السياج الامني مع اسرائيل للتظاهر منذ ذلك الحين في اطار “مسيرة العودة”.

وفي كلمة أمام مئات المتظاهرين قرب الحدود، شرق غزة، اعلن اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس، “ستستمر مسيرة العودة حتى تحقيق أهدافها، هذه الدماء لن تزيدنا الا ثباتا وتمسكا بحقوقنا وسنعود لقدسنا”.

واستدعت وزارة الخارجية الفلسطينية الثلاثاء السفير حسام زملط، رئيس مكتب بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، الى رام الله وذلك بعد نقل السفارة الاميركية الى القدس.

— تنديد واستدعاء وطرد سفراء —

وبعد أن طلبت تركيا من السفير الاسرائيلي في انقرة ايتان نائيه مغادرة البلاد موقتا، شن أردوغان هجوما لاذعاً الثلاثاء على نتانياهو قائلا انه “رئيس وزراء دولة عنصرية تحتل أرض شعب أعزل منذ ستين عاماً في انتهاك لقرارات الأمم المتحدة (…) يداه ملطختان بدماء الفلسطينيين ولا يمكنه التغطية على جرائمه عبر مهاجمة تركيا”.

على الاثر أعلنت الخارجية الإسرائيلية أنها طلبت من القنصل التركي في القدس الذي يمثل بلاده لدى السلطة الفلسطينية، مغادرة اسرائيل.

وتعهد الرئيس التركي بأن قمة منظمة التعاون الإسلامي الطارئة المرتقبة الجمعة في اسطنبول ستوجه “رسالة واضحة” الى العالم.

واستدعت بلجيكا السفيرة الاسرائيلية لديها سيمونا فرانكل بعدما وصفت جميع الضحايا في غزة بانهم “ارهابيون”، فيما دعا رئيس الوزراء شارل ميشال الى “تحقيق دولي تجريه الامم المتحدة” معتبرا ان “اعمال العنف التي ارتكبت بالامس في قطاع غزة مرفوضة”.

واستدعت ايرلندا السفير الاسرائيلي في دبلن زئيف بوكر الثلاثاء “للاعراب عن صدمة ايرلندا وشجبها لمستوى أعداد القتلى والجرحى أمس في قطاع غزة”.

وصرح روبرت كولفيل احد المتحدثين باسم مفوضية الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان أن أي فلسطيني يتظاهر في غزة يمكن ان يتعرض “للقتل” برصاص الجيش الاسرائيلي سواء كان يشكل تهديدا او لا.

من جهتها، دعت منظمة “مراسلون بلا حدود” المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في “جرائم حرب اقترفها الجيش الاسرائيلي ضد صحافيين فلسطينيين”.

وتعهدت مدعية المحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا الثلاثاء اتخاذ “أي اجراءات” ضمن صلاحياتها لمقاضاة المسؤولين عن جرائم في غزة.

ورفض مجلس الوزراء السعودي الذي عقد جلسة الثلاثاء برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز نقل السفارة الاميركية الى القدس، كما افادت وكالة الانباء السعودية الرسمية.

أما ايران فطالبت الثلاثاء بمحاكمة المسؤولين الاسرائيليين على انهم “مجرمو حرب” لارتكابهم “مجازر وحشية لا مثيل لها” بحق الفلسطينيين. كما دعت الصين إلى ضبط النفس “خصوصا” من جانب إسرائيل.

واعلنت حكومتا المانيا وبريطانيا تأييدهما اجراء تحقيق مستقل، ولكن في الوقت نفسه، وعلى غرار الولايات المتحدة، حملت برلين حركة حماس مسؤولية ما حصل.

وتتهم اسرائيل حركة حماس التي تسيطر على القطاع، باستخدام هذه المسيرات ذريعة للتسبب باعمال عنف. كما يقول الجيش الاسرائيلي انه لا يستخدم الرصاص الحي الا كحل أخير.

ودان الامين العام للجامعة العربية احمد ابو الغيط الثلاثاء “بأشد العبارات ما ترتكبه إسرائيل من مذابح في حق الفلسطينيين العزل”، واصفاً ما تقوم به بأنه “يرقى إلى مرتبة جرائم الحرب”.

— “يوم عظيم” —

داخل السفارة الاميركية الجديدة في القدس التي فرض حولها طوق امني مشدد لم يكن شيء يوحي بالاحداث العنيفة التي يشهدها قطاع غزة.

وحده صهر الرئيس الاميركي ومستشاره جاريد كوشنر الذي حضر المراسم مع زوجته ايفانكا المح على ما يبدو الى الاحداث عندما قال “الذين يتسببون باعمال العنف هم جزء من المشكلة وليس الحل”.

وتثير المبادرة الاميركية الانفرادية غضب الفلسطينيين اذ تشكل تكريسا للموقف المنحاز بشكل واضح برأيهم للجانب الاسرائيلي والذي يتبناه دونالد ترامب منذ توليه منصبه في 2017، وتجاهلا لمطالبهم حول القدس.

احتلت اسرائيل الشطر الشرقي من القدس عام 1967 ثم اعلنت العام 1980 القدس برمتها “عاصمة ابدية” في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. ويرغب الفلسطينيون في جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.

ورغم اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، لا تزال الاسرة الدولية تعتبر القدس الشرقية ارضا محتلة وانه من غير المفترض إقامة سفارات في المدينة طالما لم يتم البت في وضعها عبر التفاوض بين الجانبين.

تظاهرات جديدة وجلسة لمجلس الأمن غداة حمام الدم في غزة

Comments are closed.

نحن لا نقوم بجمع بياناتك ولا نقوم ببيعها، نحن فقط نستخدم بعض الكوكيز التي قد تساعدنا في تطوير الموقع او تساعدك فيي الحصول على الصفحات بشكل أفضل موافق/ة إقرأ المزيد