الدكتور مصطفى الفيتوري يكتب “هل نعتذر لك أم تعتذر لنا؟”

فيسبوك

عبق نيوز| ليبيا / قطر / بريطانيا | “هل نعتذر لك أم تعتذر لنا؟”، “أود أن أعود إلى موضوع عبدالحكيم بلحاج لأنه شغل بعض من تفكيري، البعض حذرني من الكتابة فالرجل “أيده طايلة وأدر” على رأي أخوتنا في مصر ولكنني عندما قرأت ما قاله لم أجد سبب للسكوت. بلحاج الآن شخصية عامة ولهذا يحق لي أن أتحدث عنه خاصة أنني باحث وكاتب بالأساس وتهمني الحقيقة”.

هل أخاطبك كشيخ دين أم كسياسي طموح أم كرجل أعمال ناجح أم كناكث للعهد…بعض من تلك الصفات ينطبق عليك ولو جزئيا، أعود مرة أخرى لموضوع تعويضك وما نلت من اعتذار من حكومة صاحبة الجلالة، توقفت عند ما صدر عنك لصحيفة الغارديان أثر تسلمك للاعتذار من السفير الانجليزي في تركيا وتوقفت أيضا عند ما نٌقل عنك في وسائل إعلام أخرى (كل النصوص التي اقتبست منها انجليزية): للغارديان قلت “…استجابة النواب [في مجلس العموم لموضوع الاعتذار] كان كالبسلم” وقلت أيضا “…كنت مصرا على الاعتذار ولم أطلب أبدا تعويضا ماليا لأنني لا أريد أن أرهق كاهل دافعي الضرائب [مواطني جلالتها]” وأضفت في مؤتمرك الصحفي قولك “أعبر عن امتناني لهذة الخطوة الشجاعة من قبل رئيسة الوزراء مايّ!”، هذا الكلام لا يصدر إلا عن عقل متزن ولهذا فأنا أفترض، إنني أخاطب عقلك المتزن وأنا لا سابق معرفة لي بك، بناءاً علي ما ورد عنك أقول: في “البلسم” كدواء: ألا ترى أن الليبيين يحتاجون إلي براءة ذمة “بلسم” منك حول مجموعة من القضايا التي ما تزال ملتبسة عليهم ويٌشاع أن لك بها علاقة/ مثلا: قيل لنا أنك أول من دخل باب العزيزية في ذلك الصباح الحزين من أغسطس عام 11. أنا أيضا دخلت “الباب” يومها بعد أن مشيت مشيا قرابة 8 كلم وأنا صائم: أنت دخلت فاتحا منتصرا مزهوا تمتطي جواد الوهم وأنا دخلته منكسرا حزينا ــ لا على صرح هوى ــ ولكن لأنني كنت أرى الأفق وقد غشاه الوهم وبت أنتظر غيثه الذي بدأت أشابيبه تمطر بؤسا وتعاسة وتردي مع كل صبح: سؤالي لك:كم عدد القطريين الذين كانوا معك؟ بقربك؟ رأيتهم؟ وماذ جاءوا يفعلون؟ لا تقل أنك لا تعرف! أنا لا أعرف ولكنك حتما تعرف أكثر مني فأنت كنت في صفهم وأتيت بـ”الجزيرة” أو هي أتت بك! ما الذي أخذوه من “الباب”؟ هذه أحد أكبر الألغاز التي أملك لها حلا ــ كغيري ــ ولكن حلك أفضل كونك أنت من أنت. لماذا واليتهم؟ لا تنكر أنك فعلت فأنا أعرف وأنت أدرى مني بأنك فعلت! هل لقطر حجة علينا فوجب ولائها؟ هل لك أن توضح بعض من علاقة قطر بما جرى خارج أطار التأمر الطبيعي؟ لماذا قطر؟ القطريون كانوا أيضا في غرفة العمليات التي أسسوها في معيتيقة في شهر 9 من عام 11 وكانت سرية جدا: هل زرتها؟ ماذا كان يحدث فيها؟”

قلت أيضا”… لا أريد أن أرهق كاهل دافعي الضرائب [مواطني جلالتها]” لك أن تكون رحيما بمواطني جلالتها فأنت الفائز في المحاكم ولكن: نحن “الدين جئت تحررهم” دابرنا أنقطع ودون إرهاق تدريجي بل في ضربة واحدة وجدنا أنفسنا في ماراثون يقطع الأنفاس و”الدوابر” معا من المصارف إلى الأمن إلى البنزين إلى التأشيرات إلى…قوتنا اليومي: أليس لك ما تقوله عنا وعن دوابرنا المقطوعة؟ كيف تريد أن تسوسنا إذا؟ أليس لديك ما تقوله؟ ألا تعرف ما تقول؟ أنت بعيدا عن معيشة قطع الدابر وأنا أيضا ولكن هذا لا يكفي فالوطن واحد لي ولك ولبقيتنا!، خالد الشريف: كان معك في الجماعة وأنت أميرها: هل كنت أميره حين أصبح سجانا في الهضبة؟ كنت دائما أعتقد انك لا علاقة لك به منذ عام 11 ولكن تأكيدك أقوى من اعتقادي؟ وأنت أمير الجماعة أيضا: أغتال “المجاهدين” من أعضائها مساكين من الشرطة والأمن في بنغازي: متى تكشف لنا شئ من الحقيقة وأنت الحريص على الحق كما أظهرت تجربتك الأخيرة في لندن. أليس إخوتك الليبيين بحاجة لاعتذار منك؟ ألا تراه واجبا حتى بدون تعويض: سنعتبرك مجاهدا يومها ضد “الطغيان” ولكن ألا يليق بك أن تقول شئيا هنا؟ ثم: لم يتبق أحد مما غزونا بمعونتك عام 11 ولم يعبر عن “أسفه” بشكل ما ألا أنت وقطر وبعض من أزلام الشيطان الذين أتونا من وراء البحار يحملون ضغينة علينا كلنا لأنهم يرونا كلنا “قذافي” فقط لأننا لم نهرب من البلد “وننضلّ” في الخارج مثلهم، فمن هم أعضاء المجلس الانتقالي؟ تصور نحن إلى اليوم لا نعرف من هم؟ يا أخي نريد أن نكتب تاريخنا قبل أن ننسى؟ من هم؟ أهم 20 أم 50 أم 200؟ ستكون مصيبة لو انك لا تعرف”.

في الإرهاب وأنت: في تصريحك بعد الاعتذار قلت أيضا: “أن هذا الاعتذار رسالة صريحة بأن عبدالحكيم بلحاج لا علاقة له، وبأي شكل كان، بالإرهاب لا أيدلوجيا ولا ممارسة ولا دعما”، المعذرة: هذه مغالطة حسب فهمنا: ولهذا وجب تصحيحها: هل ما قيل عنك وعن الجماعة وكل تلك السنوات واعتقالك وخطفك كان لوجه الله؟ هل تنفي أي علاقة لك وفق ما حددت ” لا أيدلوجيا ولا ممارسة ولا دعما”؟ أترنا ما عرفناه من “الأجانب” قبل أمن ليبيا عنك كله كذب؟ هل ما قيل عنك كله خطأ؟ لعل هنالك بلحاج أخر وأنت مجرد خطأ من قبل رجال أمن أغبياء؟ هل تريد أن تقول أن ما جرى في التسعينات في “برقة” وفي أفغانستان لا علاقة له بالإرهاب؟ ما هو يا شيخ؟ رفاقك قالوا أنك كنت معهم: ألن تقاضي أحدا منهم؟ كنت من ضمن “المراجعين” فلماذا راجعت إذا؟ هل تجشم النظام السابق “وهو طاغي” كل المتاعب وحشم روحه مع الانجليز ليأتوا بك فقط هكذا؟ لماذا لم يطلبني أنا أو جاري المواطن مخلوف فقد كان كلانا ملتحي!! كنت في اليونان وكان بإمكان أي أحد أن يأتي بي في كيس صغير وأنا خفيف الوزن جدا، وفي ذات السياق: الشائع أنكم “الجماعة” جندتم أفرادا لطريقة الراحل “بن لادن” الصوفية وساعدهم أتباع الطريقة على الوصول إلى أفغانستان: كم عددهم؟ هل عادوا كلهم؟ هل قٌتلوا؟ نحن اليوم نعاني منهم ومن غيرهم ومن المفيد أن تخبرنا لتساعدنا وتساعد نفسك من أجل بلدك وأهلك الدين لا يقدرون على العيش في تركيا وقدرهم أن يكونوا هنا”.

في الدرس المستفاد والقدوة، مما قلته أيضا “أتمنى أن تفتح هذه الخطوة الشجاعة ــ التي اتخذتها حكومة المملكة المتحدةــ صفحة جديدة وأن تصبح مثالا يٌحتدى…” لماذا لا تأخذها أنت مثالا يٌحتدى أولا وتجيب عن بعض أسئلتنا هذه؟ ألست مع القدوة الحسنة فكن أنت قدوة حسنة لنا، قلت الكثير ولكنني أكتفي بهذا هذه المرة”.

قبل أن أختم: نحن على أبواب رمضان فهل نتبع فتوى المفتي الذي اعتبرنا كلاب لأننا لم نشكر قطر أم لا؟ أمرك وأمر الانجليز محيّر والله ولكن هل يجب أن تعتذر لنا أو تراه واجبنا أن نعتذر نحن منك؟ أنا شخصيا مستعد للاعتذار أن كانت إجاباتك على ما ورد مقنعة! لولا أنك من أنت لما كتبت حرفا حول الأمر. أضف إلى ذلك أنا رجل مهتم بالحقيقة وأعتقد أنك تملك بعضها”.

المصدر / بوابة افريقيا الاخبارية – فيسبوك .

الدكتور مصطفى الفيتوري يكتب “هل نعتذر لك أم تعتذر لنا؟”

Comments are closed.

نحن لا نقوم بجمع بياناتك ولا نقوم ببيعها، نحن فقط نستخدم بعض الكوكيز التي قد تساعدنا في تطوير الموقع او تساعدك فيي الحصول على الصفحات بشكل أفضل موافق/ة إقرأ المزيد