دمشق وموسكو تتهمان إسرائيل باستهداف قاعدة عسكرية سورية

© AFP 2018/ JACK GUEZ

عبق_نيوز| سوريا / روسيا | اتهمت دمشق وموسكو الاثنين إسرائيل باستهداف قاعدة عسكرية تابعة للجيش السوري في وسط البلاد موقعة عدد من القتلى، في وقت تتصاعد فيه نبرة التهديد من قبل الدول الغربية ازاء تقارير تتهم القوات الحكومية بشن هجوم كيميائي.

وتعهدت باريس وواشنطن برد قوي بعد التقارير حول الهجوم الكيميائي في مدينة دوما قرب دمشق. وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن فتح تحقيق في الأمر، فيما قالت موسكو إن خبراءها لم يجدوا “أي أثر” لمواد كيميائية.

ومن المفترض أن يُعقد الاثنين اجتماعان لمجلس الأمن الدولي لبحث الأزمة، الأول بدعوة من باريس والثاني بطلب روسي. وأعلن مصدر عسكري سوري الإثنين أن “العدوان الإسرائيلي على مطار التيفور تم بطائرات من طراز إف-15 أطلقت عدة صواريخ من فوق الاراضي اللبنانية”، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

وكانت سانا رجحت في وقت سابق أن تكون واشنطن شنت الغارات، مشيرة الى انها اوقعت قتلى وجرحى. وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن طائرتين حربيتين اسرائيليتين قصفتا المطار بثمانية صواريخ موجهة، موضحة أن الدفاع الجوي السوري دمر خمسة منها.

واعتبر وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الضربة الإسرائيلية “تطوراً خطيراً جداً”. واضاف “آمل أن يكون العسكريون الأميركيون على الأقل و(عسكريو) دول أخرى مشاركة في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، يدركون” ما حصل.

وبالإضافة للجيش السوري، يتواجد عسكريون روس ومقاتلون إيرانيون ومن حزب الله اللبناني في القاعدة العسكرية في محافظة حمص (وسط)، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأفاد المرصد عن 14 قتيلاً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها في الضربة، “بينهم ثلاث ضباط سوريين ومقاتلون إيرانيون”.

ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على الضربة. لكنها ليست المرة الأولى التي تقصف فيها إسرائيل مطار التيفور، اذ انها استهدفته في العاشر من فبراير الماضي، بعدما اتهمت إيران بارسال طائرة مسيرة من تلك القاعدة للتحليق في أجوائها. وأعلنت اسرائيل وقتها انها ضربت “أهدافا ايرانية”، كما أسقطت القوات السورية حينذاك طائرة حربية اسرائيلية.

وقال الباحث في المعهد الأميركي للأمن نيك هاريس لوكالة فرانس برس إن “الإسرائيليين على دراية كاملة بأهمية قاعدة التيفور بالنسبة لإيران القادرة منه على ممارسة ضغط عسكري على إسرائيل”. ومنذ بدء النزاع في 2011، قصفت اسرائيل مراراً أهدافاً عسكرية للجيش السوري أو أخرى لحزب الله في سوريا.

— نفي أميركي وفرنسي —

ومباشرة بعد الضربة، توجهت الأنظار إلى واشنطن وباريس كونهما هددتا بالرد على التقارير التي تتهم الجيش السوري بشن هجوم كيميائي في دوما اوقع وفق مسعفين عشرات القتلى ومئات الإصابات.

وسارعت وزارة الدفاع الأميركية إلى النفي. وقال متحدث “في الوقت الحالي، لا تنفذ وزارة الدفاع ضربات جوية في سوريا”. كما قال متحدث باسم هيئة أركان الجيوش الفرنسية الكولونيل باتريك ستيغر لفرانس برس “ليس نحن”.

وكان الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والفرنسي ايمانويل ماكرون اتفقا وفق بيان للبيت الأبيض على “تنسيق استجابة قوية ومشتركة” رداً على الهجوم المفترض. وتوعد ترامب في وقت سابق المسؤولين بدفع “ثمن باهظ”.

وشددت بريطانيا الاثنين على “الضرورة الملحة للتحقيق في ما حصل في دوما والتثبت من تأمين رد دولي قوي وشديد”. ووصفت دمشق الاتهامات بـ”مسرحيات الكيميائي”، وحذرت موسكو من “تدخل عسكري”.

وقال لافروف الإثنين “خبراؤنا العسكريون توجهوا الى المكان (…)، ولم يعثروا على أي أثر للكلور او لأي مادة كيميائية مستخدمة ضد المدنيين”.

وأعلن احمد أوزومجو من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن المنظمة “أجرت تحليلات أولية للتقارير عن استخدام أسلحة كيميائية مفترضة فور ورودها”، والعمل جار لـ”التثبت مما إذا كانت أسلحة كيميائية استخدمت”. وهددت واشنطن وباريس مرارا في الفترة الأخيرة بشن ضربات إذا توافرت “أدلة دامغة” على استخدام سلاح كيميائي.

وتأتي التطورات الأخيرة بعد مرور عام على ضربة أميركية استهدفت قاعدة عسكرية في وسط سوريا، رداً على هجوم كيميائي اتهمت الأمم المتحدة قوات النظام بتنفيذه وأودى بالعشرات في شمال غرب البلاد.

— هجوم كيميائي —

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن “21 حالة وفاة السبت جراء الاختناق واصابة 70 آخرين” من دون أن “يؤكد أو ينفي” استخدام الغازات السامة.

لكن منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل)، اول من اتهم القوات الحكومية باستخدام “غازات سامة”، أوردت حصيلة تخطت 40 قتيلاً.

ونشرت المنظمة على تويتر صوراً قالت إنها للضحايا تظهر جثثاً بينها لأطفال متراكمة في إحدى الغرف، ويرخج من أفواه بعضها زبد أبيض.

وقال فراس الدومي من الخوذ البيضاء، لفرانس برس “كان المشهد مروعاً، الكثيرون يختنقون، أعداد كبيرة جداً”. وأتى ذلك بالتزامن مع تصعيد عسكري على مدينة دوما.

وإثرَ عملية عسكرية جوية وبرية وعمليتي إجلاء لمقاتلين معارضين، تمكن الجيش السوري من السيطرة على 95 في المئة من الغوطة الشرقية لتبقى دوما وحدها تحت سيطرة فصيل جيش الإسلام. وفي اطار اتفاق مبدئي أعلنت عن روسيا، خرج الأسبوع الماضي مئات المقاتلين والمدنيين من دوما.

وسرعان ما تعثر الاتفاق، وأستأنف الجيش السوري حملته العسكرية للضغط على جيش الاسلام، لتعقد مفاوضات مباشرة بين الطرفين الأحد انتهت باتفاق إجلاء أعلنت عنه دمشق.

وبدأت عملية الإجلاء مساء الأحد بخروج حافلات محملة بالمقاتلين والمدنيين من دوما باتجاه الشمال. وتتواصل العملية الاثنين، ومن المفترض بحسب موسكو خروج نحو ثمانية آلاف مقاتل و40 ألف مدني. وينص الاتفاق، وفق مفاوضين، على دخول شرطة عسكرية روسية الى المدينة.

المصدر / فرانس برس العربية .

دمشق وموسكو تتهمان إسرائيل باستهداف قاعدة عسكرية سورية

Comments are closed.

نحن لا نقوم بجمع بياناتك ولا نقوم ببيعها، نحن فقط نستخدم بعض الكوكيز التي قد تساعدنا في تطوير الموقع او تساعدك فيي الحصول على الصفحات بشكل أفضل موافق/ة إقرأ المزيد