عبد العظيم بن خضورة يكتب ” فارق الحياة “

عبق نيوز

#عبق_نيوز| ليبيا / طرابلس | استيقظت مشدوهة على وقع ضربة جسد تساوى بالأرض لازمت فراشها طفقت تفكر بما حدث وبعد تردد انتصبت بعلو قامتها و بخطوات متعثرة اقتربت من نافذتها التي تطل على الشارع الفرعي مباشرة، أوراق شجرة السنديان حجبت عنها الرؤية ، اشرأبت بعنقها يمينا و يسارا وإذا بنظرها يستقر على ملامح رجل سكن قلبها و هو محمل على عربة نقل المرضى…

 ركضت بوجل في ذلك الصباح عند الساعة السادسة تماما ، بعد صلاة الفجر مباشرة استقلت سيارتها تلاحق الإسعاف بسرعة اخترقت بها قانون المرور و هي تشعر و كأن ساعة الزمن أثقلت دواليب مركبتها المسرعة وأبطأتها فهكذا هي ساعات العجل كالانتظار أحيانا تسري على مهل …

قلبها الذي لا صنوان له تسارعت نبضاته ما زاد إفراز العرق على جبينها عيناها محدقتين مفتوحتين تكاد تقع من محجريها تناهى إلى أسماعها صوت طبيب الإسعاف و هو يقول ” فارق الحياة ” و كطبيعة أنثى و البشرية كافة لم تصدق ما سمعت، تمسمرت بمكانها تستعيد شريط حياتها مع حبيبها الذي كان سبب وجودها على هذه البسيطة تذكرت نفسها بين يدي والدها و هو يعلمها كيف تمشي بفستانها الذي أشتراه لها ليراها ملكة حين ترتديه  بادلت خطوها بصعوبة أول مرة و هو يراها تمشي على سجاد ملكي بخيلاء ، والدها الذي بلغ من العمر عتيّا ” فارق الحياة ” و بالنسبة لها كان ذاك الشاب الوسيم الذي يخفق لرؤيته قلب العذراء و الثيب …

كرجل شرقي متطرف كان يمقت خلفة البنات و أن وأدهن منه لا مناص ليئد شرفها قبل ،،، عارها ففي نيسان- ابريل سنة 1985 ارتبط بشريكة حياته و قبل الزواج اشترط عليها أن تلد له فقط أولاد حتى لا يلحقه من الأنثى أذاها إن أخطأت في حق عذريتها !

علميا إن ما يحدد جنس الجنين هو الرجل الذي يشترك بالكروموزوم إما بالـ X ليكون الجنين أنثى أو بالـ Y ليكون ذكر مع كروموزوم المرأة التي دائما تشترك بالـ X لأنها ليس لديها الـ Y .

مع زوجته تشارك أجمل أيام العمر حتى ذاك اليوم الذي بدأت عوامل الحمل بالظهور و بعد شهور أنجبت له مولودته حاملة العار ” الأنثى ” .

كتبه الصحفي / عبد العظيم بن خضورة.

عبد العظيم بن خضورة يكتب ” فارق الحياة “

Comments are closed.

نحن لا نقوم بجمع بياناتك ولا نقوم ببيعها، نحن فقط نستخدم بعض الكوكيز التي قد تساعدنا في تطوير الموقع او تساعدك فيي الحصول على الصفحات بشكل أفضل موافق/ة إقرأ المزيد